للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أثر المادة الثلاثية في لفظة (غرب) التي اشتقت منها الغرب والغروب وهو نزول الشمس إلى الأفق أي دخولها فيه مما يظهر غاية الظهور في البحر إذ ترى الشمس داخلة فيه حين غروبها. ومن هذه الكلمة جاء اسم أوربة أي بلاد الغرب أو الغروب. وفي الارمية القديمة والسريانية كلمة (عرب) وهي بمعنى (غرب) العربية. ومن عرب اشتق (معربا) أي مغرب أو غروب اعني دخول الشمس وراء الأفق. ومن ذلك حرف (عروبتا) التي عربت بلفظة (عروبة) وهي اسم ليوم الجمعة إذ تدل على الغروب ومن ثم على المساء وعلى ليلة السبت - وفي السبإية (معربم) أي مغرب - والميم (للتمييم) بدل نون التنوين العربي الشمالي. وفي رقيم زنجيرلي (معرب) مغرب. وفي الحبشية (عريب) أي نزول. وهو مستعمل خاصة للدلالة على سقوط الأجرام الجوية كالنيازك. وفي العبرية (عرب) الغروب أو المساء.

قلنا أن الكلمة على لفظها الحالي آشورية أو قل أكدية ونعني بالاكدية الفرع الشمالي الشرقي من اللغات السامية وهو قسم ينطوي على لهجتين وهما الآشورية والبابلية وقد دعيت أكدية نسبة إلى (أكد) الشهيرة عاصمة المنطقة البابلية الشمالية المقابلة للربوع البابلية الجنوبية أي الشمرية. فاللفظة إذا أكدية وذلك ليس لأنها وجدت في نصوصها المسمارية فحسب، بل لان فيها قد جرت التطورات الخاصة بهذا اللسان. فهي آتية من فعل

أربو ومعناه في هذه اللغة كما سبق التباين (دخل أو جاز) والأمثلة على ذلك كثيرة منها ما هذا نقله بالحرف الإفرنجي وتعريبه:

- في البيت الذي دخل ليس نار (أو النار مبعدة) حين تدخل بيت أحد الناس (أو إنسان ما) - ومن ذلك أيضا: أي دخول الشمس وهو غروبها.

وقد رأيت من الأمثلة المتقدمة أن اللفظ مبتدئ بحرف حلقي، سواء أكان عينا أم عينا في كل اللغات السامية ما خلا الاكدية. ولا يأخذك

<<  <  ج: ص:  >  >>