للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو الزمان أو الآلة تقلب نونا كلما توجت ألفاظا أحد أصولها حرف من الحروف الشفهية كالميم والياء (والباء المثلثة الفارسية). مثال ذلك:

(مركبة) و (ملك) و (عامة الأشياء) عوض

وووأنت ترى من هذه المقابلة الألسنية السامية ما كان أصل نيرب وكيفية وصولها إلى لفظها الحالي وقد علمت أن معنييها المطلق والمحصور وهما الدخول وغياب الشمس قد ثبتا في الاكدية وحدها ولم يبق إلا المدلول المحصور في بقية اللغات السامية الأخوات.

أول مكشوفاتها

قلنا في سياق كلامنا عن نيرب الحالية أن أهل القرية قد انزلوا إلى الحضيض قسما من التل القديم وانهم لا يزالون يرفعون التراب من ثم لبناء دورهم.

هذا واعلم أن هناك قد حدث أمر غالب الوقوع في باب الأثريات. إلا وهو اكتشاف لقي قديمة بطريق المصادفة على يد قوم ليسوا من أرباب الفن

ففي سنة ١٨٩١ كان الفلاحون يحفرون في التل على عادتهم لأخذ التراب، فإذا بهم قد وجدوا نصبين عليهما نقوش وكتابة بالخط الارمي. كما انهم قبل ذاك الأوان بسنتين كانوا قد وقعوا في المحل عينه على ناووس حاو صقلين (هيكلين) بشريين وعلى اسطوانة مطوقة بالذهب. فالناووس لم يزل في موضعه وأما الاسطوانة فبعد أن جردها من الذهب الذي ظفر بها باعها في الأستانة. وقد وقفوا هناك أيضاً قرب هذه الحجارة على تمثال متعدد الأشخاص مصنوع من نحاس والظاهر انه يمثل آله الفينيقيين وآلهتهم. أما النصبان فقد وجدا منتصبين مطمورين في التراب في نحو الجهة الشمالية من الناووس وهما منحوتان نحتا متقنا بخلاف الناووس فانه خشن النحت وغطاؤه من حجر ابيض خال من كل نقش أو كتابة. وأما تمثال النحاس فخشونة صنعته دليل واضح على قدمه.

وإذ كان النصبان من أهم اللقى القديمة، فلا باس من أن نشبع الكلام عن وصفهما مخلصين ما جاء عنهما في كتاب كليرمون كانوا.

<<  <  ج: ص:  >  >>