للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ودار صاحب الباب ابن الدوامي. وما عدا هذه الأماكن فانه لم يسلم فيه أحد إلا من كان في الآبار والقنوات. واحرق معظم البلد وجامع الخليفة وما يجاوره. واستولى الخراب على البلد وكانت القتلى في الدروب والأسواق كالتلول ووقعت الأمطار عليهم ووطأتهم الخيول فاستحالت صورتهم وصاروا عبرة لمن يرى.

ثم نودي بالأمان فخرج من تخلف وقد تغيرت ألوانهم وذهلت عقولهم لما شاهدوا من الأهوال التي لا يعبر عنها بلسان وهم كالموتى إذا خرجوا من القبور يوم النشور من الخوف والجوع والبرد.

وأما أهل الحلة والكوفة فانهم انتزحوا إلى البطائح بأولادهم وما قدروا عليه من أموالهم وحضر أكابرهم من العلويين والفقهاء مع مجد الدين ابن طاووس العلوي إلى حضرة السلطان وسألوا حقن دمائهم فأجاب سؤالهم وعين لهم شحنة فعادوا إلى بلادهم وأرسلوا إلى من في البطائح من الناس يعرفونهم ذلك فحضروا بأهلهم وأموالهم وجمعوا مالا عظيما وحملوه إلى السلطان فتصدق عليهم بنفوسهم. اه

نتيجة بحثي

ويبين لنا مما ذكر أن مؤلف كتاب مناقب بغداد هو - على الأرجح - أبو الفرج، عبد الرحمن، جمال الدين بن محيي الدين، يوسف، أبي محمد بن أبي الفرج عبد الرحمن، جمال الدين، ابن الجوزي وقد قتل المؤلف في بغداد على ما رأينا.

إن الشواهد التي أتيت بها بقصد تعريف ابن الجوزي مصنف المناقب وما أتيت بغير ذلك جاءت نموذجا من الكتاب الذي ارتأى عنه الأثري في نقده (نزهة المشتاق في تاريخ يهود العراق) لغنيمة ما قوله بحرفه:

(ومما يؤخذ عليه (على غنيمة) أيضاً انه نقل في مواضيع عديدة حكايات مزخرفة بادية عليها أمارات الوضع عن كتاب مخطوط لمؤلف مجهول واسمه (تاريخ العراق في عهد المغول) ولا نعرف كيف جاز له الاعتماد عليه وهو لا يعرف مؤلفه). اهـ (مجلة الحرية البغدادية ٢ (١٩٢٥): ٢٨٨)

وبعد أن شك الأثري في أن المناقب لغير ابن الجوزي المتوفي في سنة ٥٩٧هـ وجاء في تضاعيف الكتاب ما لا يقبله العقل من أمر عدد الحمامات فليسمح لي

<<  <  ج: ص:  >  >>