للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

واحد أن يقص على السامعين أحاديث طويلة عريضة ليقنعهم انه محق وان خصمه مجحف بحقوقه يريد ظلمه.

وكان بين المتعاقدين أجيبي الصراف الشهير بثروته وعقوده العظيمة فتقدم إلى الكاهن المسجل ومعه رجل آخر واخذ يملي على الكاهن شروط عقد عظيم يتضمن مواد عديدة:

١ - قرض عشرين جورا من الحنطة بفائدة تسعين (كا) على كل (جور).

٢ - قرض أحد عشر (جورا) من التمر بفائدة اعتيادية على كل (جور).

٣ - مبياع عشرة (جانات) من أرض الزراعة بقيمة خمسة وعشرين شاقلا فضة.

٤ - قرض (منا) من الفضة بفائدة شاقل واحد عن كل خمسة شاقلات.

فهنا حدث اختلاف بين الصراف والتاجر المعاقد على بعض شروط هذا العقد ومهما حاول بعض الحاضرين إزالة ذات البين منهما بقيت الحالة متوترة وفتق الخصومة لم يرتق بل زاد اتساعا. فتقدم بيروس وتظاهر بأنه رسول اله الصلح والسلام ومرهم لتضميد جروح النزاع والخصام. اخذ أجيبي على جانب وخاطبه بصوت خافت وهو يحرك يديه ويقطب حاجبيه ويغمز بعينيه فهز أجيبي رأسه وحناه قانعا بما أوحاه إليه الكاهن بيروس. ثم تقدم بيروس من التاجر الآخر وهامس في أذنيه ببعض الألفاظ. والجمع ينظر إلى النتيجة وإذا بالطرفين قد رضيا بفسخ العقد وإلغائه عن طيب خاطر. فدهش الناظرون من الكاهن للباقته وقوة تأثيره في الخصمين وتحدث بذلك أهل المدينة.

دار الكلام بين بيروس وبين أجيبي عن قرض دراهم لشمشو وعقد شركة

<<  <  ج: ص:  >  >>