للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من عقيقه وغير مجراه فأصبح اليوم بعيدا عن الأراضي التي ورثتها من أبي وبعد أن كانت مشهورة بخصبها وسهولة ريها غنية بغلاتها صارت قاعا بلقعا وخرابا يبابا ينعق فيها البوم والغراب. فلا مال لي لأحياء تلك الأراضي وجر المياه إليها. ولا عندي منه ما يكفيني لاستعين به على التجارة.

بيروس - لقد فاوضت بهذا الأمر أجيبي الصراف وحسنت له عواقبه. فتردد عن قرضك المال اللازم لتجارتك. بيد أني أقنعه بان تعقد شركة بينكما بشروط تقررانها. فتذهب ببضائع وتجارة إلى بلاد أشور ونائري.

شمشو - إلى بلاد نائري؟ هذه شقة بعيدة وأسفار محفوفة بالمخاطر والأهوال فلست من المجازفين بالحياة. إنما أوافق على المتاجرة بين بابل وأشور فقط فهل يرضى أجيبي بذلك؟

بيروس - لست سمسارا وما توسطي بهذا الأمر إلا لخيرك. فما الذي يوقفك عن السفر إلى بلاد نائري. هذه طريق تجارية يسير فيها تجار بلاد أشور فتدر عليهم بالخيرات والأرباح. فإذا قمت برحلتين بين بابل ونائري اربح مالا وافرا يغنيك عن الشركة مع أجيبي. (وقف قليلا عن الكلام وهو مطرق، ثم استأنف حديثه قائلا): وماذا تفكر فيك حتراء بنت ذلك الصراف إذ ترى شابا في مقتبل العمر قوي البنية يخشى السفر إلى بلاد نائري إلا تقول فيك انه جبان رعديد؟

شمشو - ومن أين تعلم ذلك حتراء؟ وما لفظ اسم حتراء إلا اضطربت شفتاه مرتعشتين كأنهما وتران تحت ريشة المطرب.

بيروس - كانت تسمع حديثي مع أبيها. وإذا رجعت إليه بهذا الجواب صغرت في عينيها فتحدث بالموضوع بنات المدينة وهو أمر لا أرضاه لك ويثقل علي شيوعه بين القوم.

شمشو - فشكر شمشو عناية الكاهن به الأبوية ورضي باقتراحه ووعده بملاقاة الصراف في القريب العاجل لتدوين العقد. وتوادعا على هذه الغاية وكل

<<  <  ج: ص:  >  >>