للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرحالة). وهذه الألفاظ كثيرة تكاد لا تحصى؛ ومما نريد أن نذكره اليوم (السراة) من مادة س رو. قال ياقوت في معجم البلدان: السراة. . . عند (سيبويه): اسم مفرد موضوع للجمع كنفر ورهط وليس بجمع مكسر (لسري). وسراة الفرس وغيره: أعلى متنه والجمع سروات. وكذا يجمع هذا الجبل بما يتصل به. . . وقال الأصمعي: الطود جبل مشرف على عرفة ينقاد إلى صنعاء يقال له السراة، وإنما سمي بذلك لعلوه. . . وهو الجبل الذي فيه طرف الطائف إلى بلاد أرمينية. وفي كتاب الحازمي: السراة: الجبال والأرض الحاجزة بين تهامة واليمن ولها سعة وهي باليمن أخص. اهـ. فيؤخذ من هذه النصوص: أن السراة هي ما نسميها اليوم بسلسلة الجبال؛ بما أن السراة عند السلف هي جبال تمتد من الطائف إلى أرمينية.

ولما دخل العرب بلاد الأندلس سموا كل سلسلة جبال بالسراة. فنقلها الاسبانيون إلى لسانهم بصورة ومعناها: سلسلة جبال؛ إلا انهم يقولون: أن سيارة معناها المنشار او أسنانه. ولما كانت سلسلة الجبال تشبه المنشار الكبير صح التعبير عنها بسيارة أي بالمنشار.

ثم جاء خلف سلفنا الأولين فنقلوا السراة عن الأسبانيين وهذا داب الخلف في كثير من الأمور فانه يخلف (أي يرد إلى الوراء) ما جاء به أجدادهم. فقالوا (شارة) في سيارة المحولة عن السراة. ثم قالوا في سراة وادي الرامة ما لفظه بالأسبانية: والخلف قال: (شارة وادي الرامة) (راجع دائرة المعارف في مادة أسبانية: جبالها) وقالوا في سراة الثلج: (جبل الشارات) (دائرة المعارف في المحل المذكور).

ومما زاد الطين بلة والطنبور نغمة، أن خلف الخلف صحف كلمة (شارة) التي لم يفهم معناها بصورة (بشارة) فقال: (جبل البشارة والفتح) وهو يريد (سراة الفتح) أو كما يقول بعضهم: شارة الفتح وبالأسبانية قال شمس الدين الدمشقي في كتابه نخبة الدهر، في عجائب البر والبحر، (في ص ٢٣ من طبعة بطرسبرج) ثم يتلوه (يتلو جبل الدرن) في الامتداد: جبل البشارة (كذا) والفتح، الفارق بين غرب جزيرة

<<  <  ج: ص:  >  >>