للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأندلس وبين مشرقها من أول الجزيرة إلى آخرها، ومنه شعبة تتصل بالبحر الشمالي إلى بحر ورنك والصقالبة

والكلابية.) اه

فانظر بعد هذا كيف تتبدل الألفاظ وتنتقل من صورة إلى صورة على حد ما يرى مثل هذا التحول في كل موجود على الأرض.

ونقلت السراة عندنا بلغة الشراة بالشين المعجمة وهي صقع مشهور بجباله يسميه الإفرنج وهناك غير هذه التصحيفات والروايات واللغات ولعلنا نعود إليها يوما.

غلط في الجمع عام في المعاجم الحديثة

يجري مؤلفو معاجم اللغة العربية الحديثة على آثار محيط المحيط فيتدهورون في مهاوية ويدهورون الغير فيها. ومن أشنعها قول البستاني يقال: رجل صنيع اليدين أي حاذق في الصنعة. وقوم صنعي (وضبطها كحبلى) الأيدي وصنعي الأيدي (كمعزى) وصنعي الأيدي (بضمتين ففتح) وصنعي الأيدي (بفتح الحروف الثلاثة الأولى) وأصناع الايدي، أي حذاق في الصنعة. اهـ.

- والصواب هو كما جاء في القاموس: رجل صنع اليد (بالتحريك) وصناع اليد (كثمان)، من قوم صنعي الأيدي بضمة وبضمتين وبفتحتين وبكسرة، وأصناع الأيدي، وحكى: رجال ونسوة صنع بضمتين. اهـ.

وأول من كبا هذه الكبوة فريتغ فعثر وراءه البستاني لأنه يتأثره في جميع حسناته وسيئاته، ثم جاء الشرتوني فاقر هذا الغلط. وبعد ذلك جاء صاحب معجم الطالب، والمنجد، والمعتمد، إلى غيرهم. وجميعهم يجرون جري الأول. فصدق فيهم قول السلف: نزو الفرار استجهل الفرارا)

وقد قلنا مرارا: أن صاحب محيط المحيط جعل كتابه فلكا شحنه أغلاطا فجاء بعده كل من ألف في اللغة ولم يكن مهيأ للتصنيف فنقل الغلط عمن تقدمه من غير أن يتحقق بنفسه تلك الهفوات فكانت الطامة الكبرى على اللغة وعلى من يتلقاها من تصانيفهم المشؤومة.

ولهذا قلنا مرارا إننا في حاجة إلى مراجعة الأمهات ووضع ديوان لغة يعتمد فيه عليها وان ينبه على مزالق اللغويين العصريين التي لا تزال تتسع وتفسد تراث أجدادنا عوضا عن أن تدفعنا إلى أن نحرص عليه ونذود عن حياضه لنكون احسن خلف لأطيب سلف.

<<  <  ج: ص:  >  >>