(زيد حبر مقالة في ترجمة أحد العلماء النابغين وتعرض في مقالته لذكر ما ينسب إلى المترجم (بالفتح) من الشعر فنقل من بعض مؤلفاته نبذة من قصيدة عزاها المؤلف إلى نفسه إلا إنها كانت تتضمن بضعة أبيات لغيره ولم يشعر زيد أن للأبيات صاحبا آخر لان صاحب القصيدة لم ينبه عليها فحول أي الرجلين تحوم الشبهة؟! ثم أن التضمين أمحدود بشطر أو بيت أم ليس له حد؟ فيجوز للشاعر أن يضمن قصيدته نصف قصيدة لشاعر آخر دون التنبيه عليها! أفتونا مأجورين!) فما أغنى أصحابنا الالوسيين المحترمين عن تأليف مثل هذا الكتاب في عصر الكهربية وأشعة رونتجن!
١٥ - التناقض
قال في ترجمة المرحوم السيد عبد الله الالوسي ص٤٤ (اخذ عن أبيه وما زال عاكفا على المطالعة حتى أصبح علما من (أعلام العراق) يركن إليه في حل المشكلات. . .) ثم عقب ذلك بقوله (وبعد وفاة والده احب أن يعزز مادته ويضطلع في الفنون التي لم يدرسها فركن إلى أحد المشاهير فلم يجد عنده ما يشفي فاعرض عنه) وعقب هذه العبارة بقوله (ثم جلس للتدريس فقصده رواد العلم وعشاق الأدب واستفادوا من علمه الجم وأدبه الغض) اهـ. ملخصا.
فادعى في الفقرة الأولى انه أصبح علما من (أعلام العراق) وفي الثانية انه احتاج إلى تكميل علومه على بعض المشاهير فاعرض عنه وفي الثالثة انه جلس للتدريس واستفاد من علمه الجم كثيرون فهل رأيتم مثل هذا اللون من التناقض؟
وأدهى من ذلك انه قال فيما بعد:(إن الموما إليه أصابته الفاقة فشد الرحل قاصدا الآستانة ولكن قطع عليه الطريق وسلب فرجع إلى بغداد) ثم قال (وبقي في حيرة من أمره إذ كان يمقت التزلف إلى الحكام والتربع في مناصب الحكومة) إذن كيف شد الرحل إلى الآستانة؟ وعلى م شده؟
وقال في أول صفحة ٤٦ (إن الموما إليه عرض عليه القضاء مرارا فاعرض عنه ورعا وزهدا) وفي آخر الصفحة قال (كان الموما إليه في عنفوان شبابه شافعي المذهب فلما تقلد القضاء قلد مذهب أبي حنيفة) وقد مر بك آنفا ما مر فتدبر!