للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حاكي الحكاية ما كتبه، وما نطق به. وهل يستطيع هو أو غيره أن يعمل هذا العمل وان تعمده تعمدا وادخل بيديه الإبرة الواحدة في خرم الإبرة الأخرى؟

٣ - تركيب العبارة سقيم وسقمها ظاهر مما أوردتموه. ووضعتم بعد بعض الكلم كلمة (كذا) أو (بحرفه) فهذا الإنشاء الركيك يدل على أن صاحبه ليس بعربي. وقد سألنا عنه فقيل لنا

انه (ارمني من ماردين) شدا العربية وبعض الإنكليزية ولهذا لم يتقن معرفة بعض الألفاظ فكان يجب عليه أن يقول في موضع انخرزت: انغرزت، وأن يكتفي بقوله (وهو واقف) لان وقوف الرجل لا يكون إلا على رجليه. ولا نفهم كيف تدخل إبرة في خرم إبرة وتكون مع ذلك قائمة. ولا نتصور هذا الأمر ولا يمكن تصوره. وان يزيد على قوله: (وهكذا): وهكذا جرى في عمله. وقوله: (نصب عمودا طويلا) لا معنى له. والصواب خطا من الإبر معرجا قائم الوزايا إذ العمود لا يكون إلا شيئا قائما قياما مستقيما ولبس هناك ما يشبه العمود. - وقوله: من دقته ومهارته. صوابه من دقة عمله ومهارته. - وقوله: يكافئه هي في غير موطنها والصواب (يعاقبه) لان ما فعل به الملك هو عقاب لا مكافأة؛ إذ عاقبه على إضاعة وقته سدى. - وقوله: (فأمر بان يجلد عشرين جلدة على قفاه.) هو من الأمور المضحكة. وذلك أن عوام (ماردين من الأرمن) يريدون بالقفا خلف الإنسان أو مؤخره. أما فصحاء لغتنا وعوام بغداد فيريدون بالقفا مؤخر العنق. فهل تتصور أنت يا أيها السائل أن يجلد المرء بالمقرعة على قفاه أي على مؤخرة عنقه. فان كنت تتصور ذلك فنحن لا نتمكن منه. - وقوله: (فاستغرب الحاضرون) ناقص، وكان عليه أن يقول: فاستغرب الحاضرون هذه المعاملة أو هذا العقاب.

٤ - لو فرضنا (محالا) أن هذه الواقعة حدثت، فهل يمكن للعاقل (ولا أتعرض هنا للمجنون أو للمعتوه) أن يتصور وجود ملك وصلت به الحماقة إلى هذه الدرجة حتى انه عاقب رجلا اتفق جميع الحاضرين على الإعجاب بعمله. وكيف يمكن أن يقال أن فلانا أضاع عمره سدى في حين انه حقق (أمرا محالا) أفلا تدل مهارته على انه عرف سنن الموازنة والثقل وقوتي الدفع والجذب، وسائر فروع الطبيعيات والرياضيات؟ حتى فعل مالا يمكن أن يقع البتة - أفلا

<<  <  ج: ص:  >  >>