للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في الماء. على ما جاء في شرائع ملكنا حموربي العظيم. وقد ألقيت الأخت المقدسة في الأتون واحترقت. وقد اثر فينا هذا القصاص كل التأثير وألقى الرعب في قلوبنا.

فهمت شميرام بالانصراف إلا أن العرافة زخنتم أوقفتها وقالت لها لا تنسي النذر فاذهبي الآن به إلى مخزن القرابين في الهيكل. وها انك ترين على الباب إحدى السراري المقدسة (زيكرو) فتأخذك إلى ذلك المخزن. فأخذتها السرية المقدسة وسارتا جنبا إلى جنب في تلك الدار فوصلتا إلى باب غرفة فتثاقلت عنده السرية وقالت لشميرام ألا تتوقعين إلى مشاهد

الخدر الإلهي حيث ينحدر الإله ليلا فيقدس العذراء التي يختارها من بنات بابل. وكانت شميرام تتلظى شوقا إلى زيارة ذلك الخدر الإلهي الذي تتحدث به الألسنة في بابل. فدخلتاه ودهشت شميرام لما رأت فيه من الأثاث الفخم والرياش الزاهر الزاهي. هناك أريكة من الفضة المرصعة بالعاج تمثل صيد الخنازير في مستنقعات الفرات الأدنى وأرجلها تمثل اسود جاثمة ومسرجة من الفلز وفيها قطع متدليات من اللازورد والعقيق. وجام من الذهب الإبريز قد نقش عليه صورة عقاب ناتئة تنقض على طائر تفترسه. وقارورة من الصلبي القاتم متقن الصنع مصورة فيه أشكال هندسية. وسرير من خشب الأرز المجلوب من لبنان وعليه فراش وثير كبير من حرير ملون ألوانا زاهرة وعليه وسادات ونمارق من صنع (صور) مزخرفة مرقشة. وإلى جانب السرير خوان من ذهب).

وكانت السرية المقدسة تحدث شميرام عن العرائس الإلهية أو السراري المقدسة بالتلميح والتلويح لما كان يخامرها من الشك والارتياب من أمر زيارة الآلهة ولما كانت قد اطلعت عليه من تدليس الكهان وحيلهم وقالت لها أريد أن آخذك إلى الهيكل ذهاب من النفق السري فالدهليز الخفي الذي يفضي إلى المقدس. ورفعت طنفسة من تحت السرير فنزلتا سلما ذات ثلاث مراق في ظلام حالك وبعد أن سارتا قليلا لم تشاهد شميرام نفسها إلا في المقدس فعرجتا على دار المؤن والقرابين.

<<  <  ج: ص:  >  >>