للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التي لم يربح منها الأدب الصحيح أية غنيمة، بل كانت عاملا من عوامل التأخر الفكري وإساءة إلى نهضة الشعر في مصر وإلى كرامته. . .

وقد تعمد بعضهم أن يرد على مثل هذا النقد بتصغير فضل شعراء العراق زورا وبهتانا، ويكفي في مقام الرد البليغ أن نقول: أن لأولئك الشعراء العراقيين (ذاتية) عظيمة ومبادئ محمودة وإيثار شريفا وغيره أدبية صادقة يخدمون بها الأدب للأدب لا للشهرة ولا للمجد الشخصي الزائف، وحسبهم ذلك منزلة واعتبار. وليس في هذه الكلمة الصريحة الخالصة ما يؤلم اللبيب البصير فصديق المرء من صدقه لا من صدقه كما قال حكيم العرب، وسلام على من اتبع الهدى فعرف قدر نفسه.

مصر: جهينة

بين القديم والحديث

ما يزال حديث بعض الأدباء المحافظين - المرضى بالرغبة الدائمة في هدم كل جديد - المقارنة السخيفة بين نظيم شوقي ومن على شاكلته وبين شعر الطبقة الناشئة المجددة من شعراء العربية كايليا أبي ماضي وبشارة الخوري واحمد زكي أبي شادي ومحمود عماد وعباس محمود العقاد وجبران خليل جبران وامثالهم، محاولين دائما الحط من منزلة الأخيرين دون ما خجل رغم آثارهم الحية الغنية عن التنويه بها.

ومن اعجب غرائبهم ادعاؤهم - حبا في الإيقاع والإساءة - أن هؤلاء الذين ينتسبون إلى التجديد مفلسون، ينقل بعضهم عن كتابة البعض الآخر بغير اعتراف ولا استحياء، وان من شواهد ذلك قصيدة العقاد في سعد باشا التي عارض بها قصيدة أبي شادي في (ذكرى الأربعين) بحرا ووزنا فقد شاركه في معان بل في ألفاظ كثيرة، ولم يتعفف العقاد عن الاقتباس من مقدمة أبي شادي النثرية لرسالته الموسومة (سعد)، وان من يتصرف هذا التصرف أولى به أن لا ينقد غيره، وان كلتا القصيدتين (قصيدة أبي شادي وقصيدة العقاد) لا قيمة لها من الوجهة الأدبية بصفة عامة، ولا من الوجهة الشعرية بصفة خاصة، إلى آخر هذا الهراء. . .

ويكفي ردا على مثل هذا اللفظ - الذي هو من قبيل التخلص والدفاع

<<  <  ج: ص:  >  >>