وموقعه تحت الناصرية بمسافة ٤ ساعات وفوق البصرة ب ٢٨ ساعة.
والشيوخ هم الزعماء من آل سعدون أمراء المنتفق والذي أقامه منهم الشيخ ثويني بن عبد الله بن محمد بن مانع، وهو من كبار ذلك البيت واليه انتهت الزعامة وتاريخ حياته صفحة مهمة في تاريخ آل سعدون وكان زمن تأسيسه حسبما يعيه الواعون من الطاعنين في العمر سنة ١١٧٥ في زهرة أيام الشيخ ثويني.
وكان يعرف بسوق النواشئ في أول نشؤه. والنواشئ هم فخذ من بني أسد ولما نزل عليه آل سعدون وكانت أكثر شيوخ المنتفق تمتاز منه عرف بسوق الشيوخ واغل ذكر النواشئ ولم ينزله شيوخ المنتفق من آل سعدون حتى الشيخ ثويني لان آل سعدون كغيرهم من أمراء الجزيرة معودون سكنى انف البرية وجمال البادية ولا يتقيدون بجدران الحضر وثانيا للشيخ حاشية وركاب ومواكب اكثر من ألف بيت تقريباً فهذا الحي الكبير كيف تسعى المدينة مع خيله وركابه ولكن جرت عادة شيوخ السعدون في سوق الشيوخ وفي الناصرية وفي الشطرة بل في البصرة نفسها إذا أرادوا نزول البلد ينزلون في باديتها وقريبا منها.
وعند مارث أمر شيوخ المنتفق وانقلبت بهم الأيام قيدت الحكومة العثمانية سوق الشيوخ في أملاكها الإدارية في العراق وجعلته قضاء وذلك سنة ١٢٨٨.
وليس في هذا القضاء إلا ناحية واحدة وسفل أمر سوق الشيوخ أخيرا بعد أن كان نقيا طيبا يتمتع الساكن فيه بخفوق الريح. فقد كان الشيخ ثويني بذل الوسع والطاقة في تجفيف تربته ومنع وصول سيب الفرات إليه فكان في اجمل موقع بين النهر والبادية؛ أما اليوم وقد ماتت خطورته وانحط رقيه فقد أصبح كما قيل بمنزلة المثانة من الجسد لا يصل إليه الماء إلا بعد أن يفسد ويتغير وهواؤه ثقيل ملوث بوخامة أرضه وليس كل بيوته بناء وعمارة بل فيه كثير من بيوت القصب والخصائص.
وعدد سكانه زهاء ٥٠٠٠ ينقسمون إلى (نجادة) وهم النجديون أصلا و (حضر) وهم العراقيون الذين تجمعوا من هنا وهناك وكان يحيط بالبلدة سور وقد تداعى اليوم واكثر
أقسام ذلك السور كان مبنياً بالطين (بالطوف) كما يسمه العراقيون وجهة واحدة مبنية باللبن وهو الطابق غير المشوي وكان