وفي البلدة ثلاثة مساجد وحوام وأربعة كتاتيب وفيه بيت من بيوتات العلم الشهيرة في العراق وهو بيت (آل حيدر) وكان النابه في هذا البيت على عهدنا الشيخ باقر أبن الشيخ علي وأبوه هذا كان في عداد مجتهدي الأمامية وله مصنفات عديدة في فنون شتى وكان الشيخ باقر مجتهدا في فنون العلم والأدب وقد تعاطى صناعة الشعر وجاد فيها وقد كان الدور الأخير من حياته دور نهضة وجهاد سياسي وذلك على اثر الحوادث الأخيرة في بلاد المنتفق ودخول الإنكليز العراق وتوفي صارخا ناهضا بين إطناب المتطوعين الذين كان يريد بهم غزو البصرة وذلك سنة ١٣٣٣ وآل حيدر هم بقية بني وثال زعماء آل أجود حلفاء المنتفق سابقا والثلث الكبير من قبائل المنتفق أخيرا المعروفة بالأثلاث ولبني وثال أثار كبيرة ولكنها مندوسة وسوق الشيوخ مطوق بقبائل المنتفق وربيعه البطائح.
الناصرية
هي من أهم مدن الفرات المعروفة اليوم، وهي جالسة على ضفة الفرات اليسرى، وهي من العمارة الجديدة في العاق لان موقعها هذا وهو (ذنائب) الفرات الأسفل كان في القديم بطائح. وهي مركز أمارة المنتفق في الأيام الأخيرة وذلك بعد انتقالها من سوق الشيوخ كما أن العثمانيون اتخذوها مركزا لحركاتهم الإدارية يوم تسلموا تلك البلاد من جراء اصبح أشهر أسمائها (المركز).
والى اليوم لم تجف بطائحها جفافا صادقا ولا يؤمن خطرها فلا تزال في مياهها وبالة محسوسة وفي ضفتها وخامة ووحول ولا تزال تهددها بالخطر وبالغرق بطيحة في ظهر البلد تسمى (هور أبي قداحة) تلك البطيحة الهائلة وقد أغرقت البلد في أوائل هذا القرن على عهد فالح باشا وأغرقتها ثانية عام الهزاز العراقية سنة ١٣٣٣ هجرية.
ويظهر أن سطح هذه البطيحة يرتفع فوق قاع البلدة أربعة أمتار.
ومؤسس الناصرية هو ناصر باشا السعدون وقد احضر لتخطيطها المهندس