للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الفلاح - يعلم ذاك (نبوبل شماة) كل العلم ولكنه ماذا يعمل فان الفلاح الذي كان عنده قبل سنتين، فتح في إبان الفيض سدة الري فغرق بإهماله هذا مزارع الجيران فاضطر إلى أن يدفع إليهم قمحا بمقدار يناسب غلات الزارع في هذه المنطقة فكلفه ذلك ما لا مما أعلقه عن القيام بغرس هذه الأرض.

بلغت القافلة عند الهاجرة محلا وارف الظل، فاقترح شمشو على المكام (رئيس القافلة) أن يوقفها هناك هنيهة للآكل والاستراحة، فخلدوا إلى ظل شجر توت كان يغطى آلة سقي

تختلف عن تلك التي شاهدوها في الجنان القريبة.

تقوم تلك الآلة على مرتفع من الأرض لا يبلغه الماء حتى في أبان الفيضان وقد حفرة هناك بئر أو حفرة يدخلها الماء من النهر أو ينبع فيها نبعا وعلى حافة هذه البئر زرانيق أو إسناد من جذوع النخل بعدد البكرات التي تتخذ للسقي وتجمع هذه الزرانيق من أعلاها بنعامات وهي عوارض من الجذوع أيضاً تشد بحبال من ألياف النخل. وبين زرنوق وزرنوق تركب محالة أي بكرة على قبين وألقب الثقب يجري فيه المحور ويعبر على كل بكرة حبل يشد طرفه بالعرقوتين (وهما خشبتان تعرضان على الدلو كالصليب) وتتخذ الدلو من جلد مدبوغ والطرف الأخر من الرشاء يشد بثور أو ببرذون ويربط مؤخر الدلو - وهو ضيق كفوهة القربة - بسير ويمر هذا السير على نحو مغزل أو قل بكرة مرتفعة بضعة سنتيمترات عن الأرض. وينتهي إلى الثور فيرتبط به ويختلف عدد الثيران أو البراذين بعدد البكرات والدلاء. ولكل حيوان من هذه الحيوانات فلاح يداريه فينزل الفلاح مع الحيوان في حفرة منحدرة من الأرض حيال البئر فإذا بلغ منتهاها يفرغ الماء الذي في الدلو في حوض ويتسرب من هناك إلى المزارع. ثم يصعد الرجل بالحيوان إلى راس تلك الحفرة فينحدر آنئذ الدلو في البئر وتمتلئ ماء وهكذا دواليك.

<<  <  ج: ص:  >  >>