للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأن لم أخاطبك وجهاً لوجه إلاَّ هذه المرة، كنت يا ليلى أراسلك بالأنظار، فاقرأ الجواب في أعينك فأريد أن نبت في أمر قراننا

فهل

تحسين أن أمك زينب ترد أمي عائشة خائبة إذا هي جاءتها خاطبة إياك لي.

ليلى - كلا يا سمير، ثم كلا، فأن أمي لا تبت في أمر يتعلق بي ما لم تطلع على رأيي فيه، فلا تخش من قبلها معارضة وقد أصبحت أمك الفاضلة صديقة لها فهي تزورنا الآونة بعد الأخرى، وأمي تجلك الإجلال كله، لأنها سمعت مراراً مني تفضيلك على بقية الشباب. وأني يا سمير لك، سواء عجلنا الزواج أو أخرناه وستسمع من أمك كيف أن أمي راضية بزواجنا فهي قد سألت عنك الكثيرين فما سمعت إلاَّ ثناء عليك عاطراً، وإطراء لعبقريتك واعترافاً بصدق طويتك وأدبك الجم وهاك يا سمير يدي عربوناً لزواجنا الذي أرجو أن يكون سعيداً!

(يقبض سمير على يد ليلى ويشمها ثلاثاً ويقبلها ثلاثاً ثم يتعانقان ويقبل كل منهما الآخر في

فمه ويفترقان).

المشهد الخامس

رجب يدخل على الشيخ عبد الله في مجلسه ويقبل يديه ويجلس في مقعد يشير إليه الشيخ في جنبه.

الشيخ - كيف أنت يا رجب؟ لم أرك منذ أشهر فهل أنت بخير؟

رجب - أنا ذلك الخادم الأمين لسيدي الجليل ولا أزال بخير ما بقيت بركات سيدي تشملني

وأني بعد كل صلاة أبتهل إلى الله أن يطيل عمرك للإرشاد كوكباً وقادا يهتدي بضيائه الناس في طريق حياتهم المظلمة.

الشيخ - ما أنقى ضميرك يا ولدي وأقربك إلى الرشد والصلاح! وأني لواجد فيك خير خليفة

لي إذا انتهت أيامي ودعاني الله تعالى إلى ملوكته. أخبرني يا ولدي ماذا وراءك وأي نبأ في البلد؟

رجب - لا نبأ يا سيدي إلاَّ ما يسوء الدين والمروءة والصداقة لخليفة الله في أرضه، فأن (سميراً) ذلك الشاب الغر الطائش، السفيه في القول،

<<  <  ج: ص:  >  >>