للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجريء على نقد أمير المؤمنين في مقالات ينشرها في صحف مصر بإمضاء مستعار قد أغوى بذلاقة لسانه وخدعه فتاة من

أحسن فتيات العرب في الحاضرة هي ليلى ابنة القائد المرحوم صادق بك وغر أمها زينب حتى رضيت أن يكون لأبنتها بعلا في القريب العاجل فهي على وشك أن تقيم حفلة العقد له عليها وهذه نكبة على بغداد؛ فأن هذا المارق من الدين الخائن لسلطانه سيعقب من هذه اليتيمة الحسناء نسلاً شريراً مثله يملأ العراق فتنة وفساداً! وما أجدر ليلى أن تكون تحت رعاية سيدي زوجاً له صالحة تلد أولاداً صلحاء يخدمون الطريقة الجليلة الرفاعية ويملئون الأرض إرشاداً وقسطاً، وأني لا أجهل أنك يا سيدي في حاجة إلى زوج جديدة مكان تلك التي طلقتها قبل سنة وهذه التي طلقتها قبل شهر، فحبذا لو أرسلت أمك الصالحة وأختك الزاهدة إلى أم ليلى زينب تخطبان منها ابنتها لك قبل أن يظفر بها هذا الشاب الطائش (سمير) فأني لا أظن أن أم ليلى الجميلة تجسر على رد الخطبة وهي تعلم ما لك من الحظوة عند والي بغداد مجيد بك والجاه عند السلطان؛ وأن امتنعت - لا سمح الله - فلا يصعب عليك يا سيدي أن تفضي إلى الوالي بما عليه سمير من الخروج عن طاعة السلطان، فتنفيه الحكومة إلى قصي من بلاد الأناضول. وحينئذ لا تبقى للعجوز مندوحة من الخضوع لأرادتك وتقديم ابنتها عروساً لك وهي صاغرة.

الشيخ - حسن ما تقوله يا ولدي وأني علم الله كما ذكرت في أشد الحاجة إلى زوجة صالحة فأني قد عزمت على تطليق زوجتي الثالثة لأنها تتراخى في أداة صلوة المغرب بحجة أنها تطعم أطفالها منعاً لهم من البكاء؛ كما طلقت الأولى لكونها كانت تتكاسل بالصيام في رمضان من غير عذر شرعي فقد رأيتها بعيني رأسي تشرب الماء البارد معتذرة بأنها لا تستطيع الصبر على الظمأ في تموز؛ وكما طلقت الثانية لأنها لم تأخذ طفلها المولود جديداً إلى المدفع (أبو خزامة) لتدخل رأسه في فوهته حفظاً له من كوارث الأزمان.

<<  <  ج: ص:  >  >>