شهر رمضان، والثانية، لإهمالها الطواف بطفلها المولود حول المدفع (أبو خزامة)، وأشعال شمعة له، وسيطلق الثالثة لأنها تتراخى في أداء صلوة المغرب، بحجة إطعام أطفالها، وستكون ابنتك يا زينب الزوجة الوحيدة لشيخ جليل، إذا رضي عن أحد رفعه إلى أعلى الدرجات، أو سخط عليه ألقاه في اسفل الدركات.
وهو أن كان قد تزوج ثلاث مرات، لم يزل كهلاً، لا يتجاوز سنة الشريف الخمس والأربعين سنة، وهو بكر أولادي، وقد حملته متوضئة ووضعته كذلك متوضئة، فلا غرو إذا كان طاهر الجسد والروح، قطبا تخر له الأقطاب لولايته العامة!
زينب - ليس لي أيتها السيدة كلام في مشيخة ابنك عبد الله، ولا في جاهه، وقطبيته، وكراماته! ولكني أقول لك آسفة إن ابنتي ليلى مخطوبة لفتى موظف في أقلام الحكومة، اسمه سمير وقد تم الوفاق على العقد له عليها بعد أسبوع إن شاء الله!
عمشا - (وهي تنتفض من الحرد) - لقد أفهمتك أمي إن أخي الشيخ من أهل الكشف، لا يعزب عن علمه في هذا البلد وفي غيره شئ فهو يقرأ الحوادث قبل وقوعها، بعين ولايته، وقد علم ما اتفقتم عليه من أمر العقد، وعلم كذلك أن هذا الأمر لا يتم ولن يتم في يوم من الأيام فقد يحدث، يا زينب، ما لا يخطر لك بالبال، ألم تسمعي أن سميراً هذا الذي تريدين تزويج ابنتك منه، متهم بالتفوه على جلالة السلطان المعظم فلا يبعد أن ينفى إلى بلد قاص، قبل أن يشهد عرسه فيجر الوبال عليك وعلى ابنتك! خير لك، يا زينب، أن لا تورطي نفسك وابنتك في ورطة لا مخرج منها! تمهلي في الأمر وافتكري ملياً، قبل أن يأتي ما لا يحمد عقباه! فأن السلطان، أصبح لا يرد ما يعرضه عليه أخي الشيخ، لوثوقه بصدقه من يوم عرض عليه في برقية أنه قابل سيدنا الخضر عليه السلام، وأخذ الوعد منه بإطالة عمره وتوفيقه في جميع سني سلطنته؛ وقد صدرت إرادة مولانا السلطان بتخصيص