عشرة جنيهات من الخزينة الخاصة لأخي جزاء أخذه ذلك الوعد من سيدنا الخضر.
زينب - لا مشاحة في مقابلة أخيك الجليل لسيدنا الخضر وحظوته عند السلطان المعظم، وأني مفتكرة في الأمر قبل أن أبت فيه، وأرجو أن لا يكون إلاَّ ما فيه الخير والصلاح، (تقوم صلوحة وعمشا وتقدم لهما زينب ملاءتهما وتخرجان).
المشهد الثاني
تدخل ليلى على أمها زينب ووراءها سمير
زينب - لم أسمع في كل عمري بمثل ما كانت تهذي به هاتان المرأتان! أعرفتما لماذا جاءت هاتان السعلاتان؟ إنهما تخطبان ليلى مني للشيخ عبد الله متهددتين لي إذا امتنعت. تباً للدهر الذي جعلني مهددة من أمثال هاتين الوقحتين! تقول أمه قد شوهد الشيخ يحج بيت الله، وهو لم يبرح بغداد، وأن ابنها الشيخ، رئيس مجلس الأربعين الإبدال، ينظر في شؤون العباد، كل ليلة جمعة، في اجتماع يعقدونه فوق جبل قاف، بمثل هذه الخرافات جاءتا تخطبانك، يا ليلى، مني فما أشد حمقهما وأغرب من كل هذرهما، إنهما تعترفان بأن الشيخ كثير الطلاق لأزواجه، فهو بعد أن يشبع شهوته من امرأته، يطلقها بحجة تراخيها في الصلوة، أو إفطارها في رمضان أو عدم طوافها بطفلها المولود حول المدفع، وإشعال شمعة له، فتباً لهما وللشيخ وللمدفع! لا تضطربي يا ليلى ولا تحسبي لهذرهما ووعيدهما حساباً
فأني قد عقدت العزم على تزويجك من سمير، ولا أؤخر هذا التزويج، لتهديد مثل هاتين المرأتين النذلتين! ولن تقعي في أحضان هذا الغول الدجال - الشيخ عبد الله - ما بقي في عرق ينبض!
سمير - قد سمعنا أنا وليلى كل ما فاهت به هاتان المرأتان فقد جئت زائراً ليلى فأخذتني إلى الغرفة المجاورة، وسمعنا من شق الباب ما كان يدور بينك وبينهما من الحوار، وقد تصديت للخروج إليهما لطردهما