من الدار لولا أن ليلى منعتني، ولا ضير يا أماه من تهديدهما! فأن الشيخ لن يتمكن من إيصال الأذى بنا إلى درجة أن يسخر من الشرع وحرية الزواج مهما بلغت فيه الشرة أو كان الوالي يحتفي به لمعرفته أنه من جواسيس (المابين) كما أنبأني به صديقي الحميم (رجب) وأني - إذا تدخل الوالي في أمر زواجي بليلى - لأبرق إلى ذات السلطان باسطاً له ما يجري في هذه الولاية من الحيف أيدي أحد ولاته الذين يوفدهم مصرحاً بأن مثل أعمال هؤلاء الولاة هو الذي يرسل الألسنة في التبرم من الحكومة ويجعل القلوب مرفضة من حول عرشه!
يقول لي رجب: أن الشيخ عبد الله هذا جد شرير فهو لا يقف دون إشباع شهوته من ارتكاب كل شنعة ولا بد من أن يحدث شئ. ولكن نفسي تحدثني بفشل الشيخ وأنه سيرجع عن تشبثاته خاسئاً مدحوراً فأن الوالي عقل من أن يتدخل فيما لا يعنيه ولو فرضنا تدخله فأتى ما يخالف الشريعة والقانون فما أحسب أن الشعب يسكت ولعل البركان ينفجر من شدة الضغط!
ليلى - إني أعاهدك يا سمير على أني أبقى عانساً إلى أن أموت، إذا منع الوالي زواجنا بما لديه من سلطان.
سمير - لا أخال يا ليلى أن الأمر سينتهي إلى هذه النتيجة العوراء مهما كانت الحكومة مستبدة ومع ذلك يجب أن نبقى على حذر.
(ثم يقبل يد زينب ويخرج)
الفصل الثالث - المشهد الأول -
رجب في حضرة الشيخ
(يدخل رجب على الشيخ في غرفته ويقبل يده ويجلس في مقعده)
الشيخ - ما وراءك يا رجب!
رجب - قابلت سميراً فأفضى إلي كعادته بكل ما حدث وفهمت منه: أنهم مصممون على السفر جميعاً إلى خارج الولاية ليتموا العقد والزفاف