الشيخ - (وهو يضحك) إنهم يا رجب في قبضة ولايتي هذه أينما حلوا فدعهم يصممون فيما شاءوا فأني بحوله تعالى وقوته سأحول بدون تحقق أمانيهم الباطلة وستسمع كيف أن سميراً سينال جزاء طيشه وكيف ليلى ستكون لي دون غيري بالرغم عن تمردها وتمرد أمها والشمطاء.
رجب - أنا يا سيدي الجليل واثق بكل ما تقوله وسأخدمك بكل ما أوتيت من حول وحيلة ولا أطلب جزاء لخدمتي غير كلمة عند الوالي ليرفعني في القلم المكتوبي إلى الوظيفة التي يشغلها سمير إذا عزل أو نفي فأن راتبي اليوم لا يقوم بحاجاتي وأنت سندي الذي أعول عليه بعد الله تعالى عليه في أمور دنياي وديني.
الشيخ - ستبلغ يا وليد بحوله تعالى وقوته كل ما أمنيتك فأنك من الذين يخلصون لي وأنا لا أنسى جزاء المخلصين فأذهب مطمئن البال وأرجع بما تقف عليه من أخبار ذلك الشاب سمير الخائن لسلطانه.
المشهد الثاني
الشيخ عبد الله يدخل ديوان الوالي بلحيته العريضة الطويلة وعمامته المكورة فيستقبله الوالي إلى الباب ويجلسه على مقعد في جنبه
الوالي - أتشرف بزيارتك إياي أيها الشيخ المحترم وهل من حاجة فأقضيها لك؟
الشيخ - (بصوت عال) لقد بلغ الأمر يا دولة الوالي ووكيل جلالة السلطان في هذه الولاية ببعض الشبان الطائشين أن يتعدوا حدودهم ويتطاولوا على عرش أمير المؤمنين الذي نعيش في ظله الوارف فيجسروا على الطعن فيه والثلب؛ يريدون أن يثلوه وما ذلك إلاَّ لما عهدوه فيك يا حضرة الوالي من حلم وأناة. ورئيس هؤلاء هو أحد من استخدمته الحكومة في القلم المكتوبي فمكنته بذلك من الإطلاع على أسرار الدولة في هذه الولاية ذات الشأن.
الوالي - من هو هذا الشاب الذي استخدمته الحكومة وهو يجرؤ كما تقول على