للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الطعن في

عرش جلالة السلطان؟

الشيخ - هو سمير ابن المرحوم سالم بك، فأنه ألف جمعية من الشبان لبث الفساد وأخذوا ينشرون المقالات تلو المقالات في صحف مصر مملوءة انتقاداً مراً للسلطنة السنية. إنهم يا دولة الوالي يبتغون أن يكون التعليم والمحاكمات في قطرهم باللغة العربية جاعلين مطالبهم هذه مقدمة لتأسيس حكومة عربية لا صلة لها بالسلطنة العثمانية وأني لولا صداقتي لحضرتك ومراعاتي لجانبك لرفعت بنفسي تقريراً بما يأتيه هؤلاء إلى المابين الهمايوني لتصدر بتنكيلهم إرادة قاطعة فيكونوا عبرة للآخرين.

الوالي - هون عليك أيها الشيخ المحترم فأني سآمر رئيس الشرطة راسم بك أن يبذل مجهوده في تحقيق جريمة سمير فإذا ثبتت عليه نفيته إلى قاص من البلدان.

الشيخ - هل تعتقد أيها الوالي أني أقول ما ليس لي به علم؟ كلا فما أطلعتك إلاَّ على ما هو الواقع.

الوالي - معاذ الله أن أرتاب في صدقك ولكن الأوامر التي تأتيني تحظر إيقاع الجزاء على أحد إلاَّ بعد التحقيق فلا مناص منه.

الشيخ - إن هذا الشاب لم يكتف بما ينشره في مصر على الحكومة بل أخذ يتوسع في الفساد، وبث السموم حتى أدخلها في حريم العائلات وإشراك الفتيات في إثارة الخواطر. فقد أغوى فتاة في أكرم البيوتات تسمى (ليلى) وهي ابنة القائد صادق بك حتى سمعت أنه على وشك التزوج منها وإذا تم هذا القران المنحوس - لا سمح الله - كانت هذه الزوجة داعية مخوفة إلى نشر فكرة سمير الجهنمية في العائلات جمعاء ولا يعلم إلاَّ الله درجة وخامة العاقبة.

الوالي - سنتحقق هذه الجهة أيضاً وأيقن بأن مثل هذا القران لن يتم وسيلقى سمير جزاء جرأته من عزل ونفي.

الشيخ - بارك الله فيك وأخذ الله بيدك وأبقاك سيفاً قاطعاً لدأب المفسدين في أرضه.

(ثم يصافح الوالي ويخرج مشيعاً من قبله إلى الباب)

<<  <  ج: ص:  >  >>