للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المشهد الثاني

رجب وسمير

رجب - فهمت يا سمير من ذلك الشيخ المنحوس الدجال عبد الله، أنه هو الذي وشى بك وأن الحكومة تتحراك في كل مكان لتقبض عليك وتنفيك من العراق. وأني أشير عليك بدافع الصداقة أن تهجر البلاد إلى مدة من الزمن، لتنجو بنفسك من ظلم الظالمين، فربما تغيرت الأمور بعد حين، فعدت إلى بلدك مطمئناً واقترنت بخطيبتك ليلى.

سمير - أخشى يا صديقي الحميم أن الوالي يضطر أم ليلى إلى تزويجها من الشيخ وحينئذ لا يبقى لي غير الانتحار.

رجب - هذا لن يكون فأن أم ليلى صلبة وهي تحب ابنتها فلا ترضى أن تزوجها من هذا الغول وهي تعرف غرامها بك ولا أحسب أن الوالي ينزل إلى هذه الدرجة من الوحشية والضلال فيجبر أماً على تزويج فتاتها ممن لا تهواه وأنت تستطيع في خارج العراق أن تكافح الوالي والشيخ بما تنشره في جرائد مصر. أما إذا سجنت أو نفيت فأنت المقيد المكموم الفم لا تقدر على الدفاع عن نفسك أو رفع ظلامتك إلى الأعتاب السلطانية ثم إلى متى تبقى أنت متشرداً تنام ليلة هنا وأخرى في غير هذا المكان بعيداً عن أمك التعسة وخطيبتك ليلى لا تعرف متى تهتدي إليك الشرطة فتقبض عليك وتلقيك في مظلم من السجون؟

سمير - إن ما تشير به علي أيها الصديق لهو الصواب وسأفعل طبقه فأن الحزم فيما تقوله.

(ثم يتصافحان ويفترقان)

المشهد الثالث

سمير على شاطئ دجلة

ظفرت بالمنى ... في ليلة هنا

في ليلة بدت ... بيضاء بالسنى

كانت سعادة ... فلم تدم لنا!

إذ كان ساكباً ... لنوره القمر

وكان تحته ... يحلو لنا السمر!

<<  <  ج: ص:  >  >>