للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التي يراد بها إعلاء كلمة الأدب وإنقاذه من براثن التصنع! وقف معي على هضبة الصفحة ١٤٤ - ١٤٥ حيث تشرف على قوله (للاستفهام لفظتان الهمزة وهل. أما الهمزة فيستفهم بها عن التصور و. . . حكمها أن يليها المستفهم عنه مطلقاً. . . ولك أن تذكر معها معادلاً. . . وأما هل فلا يطلب بها إلاَّ التصديق وحده ولذلك لا يذكر معها معادل. . . فيمتنع أن تقول هل جميل نجح أم خليل. . . لأن المراد تعيين أحد الأمرين. . . والجمع بينهما بأم يؤدي إلى التناقض) اهـ. المقصود ملخصاً وأن شئت مزيد إيضاح فراجع الأصل.

ثم قف معي على ص١٤ و٥٤ و٨٣ تجد المؤلف نفسه يقول في الأولى: (هل التأني في

الكتابة أنفع أم الاستعجال؟) ويقول في الثانية: (هل هي حق أم تشبه الحق؟) ويقول في الثالثة: (أهو بين أهله أم مكفول في أسرة أخرى؟) مع أن السؤال عن الظرف. فهل يحتاج الباحث بعد هذا إلى شاهد أخر على ما تقاسيه العربية في مهدها؟ فكيف لو علم أن الأستاذ! ينتصب لامتحان بعض المرشحين للتدريس الثانوي؟!!!

٩ - قيمته الأدبية

قال في ص١٣ قال أحد شعرائنا المطبوعين على الشعر:

ولست بنحوي يلوك لسانه ... ولكن سليقي أقول فأعرب

فأقول هذا البيت يشرح نفسه بنفسه لوضوحه، ويترجم عن صاحبه إنه إنما أراد الانطباع على الإعراب لا على الشعر كما يدل عليه قوله (بنحوي) وقوله (فأعرب) ولم يقل (عروضياً) ولا فأوزن).

١٠ - قيمته اللغوية

جاء في ص٥ قوله (مما يمليه في رسالته) والإملاء الإلقاء على أخر للكتابة وهو يقتضي وجود شخصين متغايرين ملق وملقى عليه. أما المؤلف فأستعمل الإملاء استعمال ساذجي كتاب الدواوين إذ يقول أحدهم أمليت الدفتر وذلك بحكم وراثة الاصطلاحات التركية.

وفي ص١٢ قوله (استقرى) بالنقص بمعنى أستقرأ المهموز ذهاباً منه إلى أن الهمزة في الاستقراء منقلبة عن حرف علة كالاستخذاء مثلاً.

<<  <  ج: ص:  >  >>