للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عضو رجل مدجج بالسلاح.

وإذا خرج الأمير محمد بن طلال إلى المسجد أو إلى السوق تفرق أولئك العبيد ذات اليمين وذات الشمال يراقبون الماشيين حتى إذا رأوا رجلاً يديم النظر إليه، أوجعوه ضرباً. وحظر عليه مسك السلاح حتى السكين ولا يؤذن له بركوب الخيل إلاَّ إذا عن لأبن السعود أن يركب أسراه من مشايخ العرب ويعدون بالمئات فيخرج بهم إلى الضاحية فيأمر الخيالة بالمسابقة والمطاردة أمامه ويلتفت إلى أحد الأسرى ويقول: كان فلان يوم كذا، يظن أنه يتمكن من مطاردتنا وها هو ذا اليوم ينقاد لأمر عبيدنا؟ وكان يرى محمد بن رشيد على فرس من أخس الخيل يحيط به عشرون خيالاً وعليهم أسلحتهم.

كان الأمير محمد يفكر بالهرب ولم يجد وسيلة للفرار إلاَّ هذه الحيلة: أغتنم الأمير فرصة دخول خادمة عليه وبيدها الطعام حين دخوله على أهله فلبس ثيابها وخرج بها متحجباً كالمرأة. فما كاد يصل إلى خارج القصر حتى أدركه العبدان وأخذوه إلى ابن السعود بتلك الثياب. فلما سأله عن سبب خروجه بذلك الزي قال الأمير: لم أر عمتي فأحببت أن أذهب إليها بهذه الحالة لكي لا يشعر بي أحد أما أنت ففسر هذه الأمر كما تحب وتريد. ومنذ ذاك الحين أضمر له ابن السعود الانتقام، فكان يتطلب فرصة للفتك به، فأنتهز فرصة ما شاع من أمر المؤامرة على اغتياله لعزو هذا الغدر إليه. فأمر ابن السعود بقتله تخلصاً منه فقتل مع أن المتآمر على اغتيال صاحب الحجاز هو محمد أخو عبد العزيز، والذي أراد أن يقوم بتحقيق الفكرة هو ابنه خالد. وهكذا كان آخر أيام ابن الرشيد.

وحينما علم ابن السعود بحقيقة الأمر أتلف قتلاً عشرين من عبيد محمد أخيه وحبس خالداً. وأما محمد نفسه فبرئت ساحته لأنه حلف بأنه لم يعلم بهذه المؤامرة ويقال: إن عدد المتهمين بها عدد جم من أعاظم رجال نجد وفي نيتهم أن يحققوها بالفعل مهما كلفهم الأمر

من ركوب الصعاب.

١٩ - الودي في عشائر شمر سورية

يروى أن الشيخ دهام الهادي والشيخ مشعل الفارس انتهيا من جباية الودي (ضريبة الآباعر) من عشائر شمر المحتلة ديار سورية فاستوفى الشيخ دهام ودي عشيرة (الخرصة) وجبى الشيخ مشعل الفارس ودي (الثابت) و (والفداعة) من عشيرة (سنجارة) مع ودي عشيرة (العمود).

<<  <  ج: ص:  >  >>