للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٦ - الرند (بكسر الراء) وهو من كان في أسمى درجة من الدراويش لا يبعد عن القلندر إلا بعدم المبالاة والاهتمام بالعرف والعادات وكثيرا ما تكون سيرته وأعماله هدفا للنقد وأما قلبه فطاهر صاف كالمرآة المصقولة وظاهره مشكوك فيه جالب للوم.

٧ - البير (بباء مثلثة فارسية) هو (كالقطب) عند الصوفية والبير ليس من الدراويش ولا من الذين يتنزلون إلى الاستجداء إذ قد يكون من ذوي المال والجاه إلا أن الدراويش يتبركون به ويعتقدون فيه الكرمات ويرون فيه كشاف الأسرار فينشدون الرحال إليه ويقصدونه لمجرد تقبيل يده والنظر إليه، والبير نادر جدا وقد لا يظهر واحد خلال قرن والدراويش يسمونه (ستارة حكمت) أي (نجم الحكمة)

أن هذه المراتب والدرجات أسلفنا ذكرها لا تنال بالاقتراع والانتخاب بل يحصل عليها من يرزق قلبا ذكيا، وعقلا ثاقبا وحافظة واعية وبراعة في الشحاذة وصوتا رخيما فيرتقي حينئذ إلى المرشد أو القلندر في أيام معدودات.

أسرارهم وإشاراتهم

الحشيشة: ويسمونها (الأسرار) والدراويش جميعهم يعرفون بها ولعون باستعمالها ولعاً عظيما اللهم إلا النزر القليل منهم والحشيشة هي التي أفسدت أخلاقهم وأنحلتهم وولدت في

نفسهم الجبن وفي الوجه الاصفرار وفي الفم النتانة وفي الحواس الضعف لان فيها خاصية التحذير والسكر. والإكثار منها يخرج شاربها إلى حد الرعونة بل إلى الجنون ومن ثم يأتي الموت باكرا ولهذا ذهب ألوف من الناس ضحايا للحشيشة.

والحشيشة اسم أطلق على ورق القنب الهندي كما اخبرني بذلك مؤيد الأطباء وهي ارهف سلاح بيد الدرويش لهتك آداب الفتيان وإغوائهم بالشر وقد دون المقربزي تاريخ أول ظهور الحشيشة واستعمالها وذكر أنها تسمى بحشيشة الفقراء وسبب ذلك أنه كان شيخ للفقراء اسمه (حيدر) كثير الرياضة

<<  <  ج: ص:  >  >>