للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نيرب تنقيبا كانت نتائجه غاية في الفائدة. فأول أمر فكر فيه أرباب البعثة هو اختيار المحل الملائم للشروع في العمل وقد رأوا أن احسن موقع لذلك هو موضع الناووس الآتي ذكره في سياق كلام كليرمون كانو وهو يصف النصبين اللذين وجدا بالقرب منه. وما أخذ النقابون في الحفر التمهيدي إلا تحققوا أن التل متقوم من طبقتين متميزتين. ومن مميزات الطبقة السفلى وجود حيطان من لبن لم يكن في إمكانهم تعيين ثخنها لتقطعها وحالتها المتهدمة. فلم يكن

منهم إلا أن حفروا خنادق متعددة في نقاط مختلفة. وقد لاحظوا في هذه الطبقة كثرة أصناف الخرافيات الدالة خواصها على ارتقائها إلى العصر الحديدي. ومما وقفوا عليه أيضاً ضرب من الجرار الواسعة البطن الدقيقة الأسفل الضيقة الفم وفي جملة تلك الجرار جرة علوها متر و٢٠ سنتيمترا ووعاء آخر حاو رفات ولد صغير عمره نحو ٣ سنين.

أما العمل الخاص فقد جرى في الطبقة العليا من الربوة وبعد أن فتح النقابون عدة خنادق على عادتهم لم يعتموا أن استدلوا على وجود مدفن قديم واسع متخذ لهذه الغاية مدة قرون طويلة. وقد لاحظوا فيه ثلاث طرائق للدفن:

١ - طريقة النواويس

وهي قليلة الاستعمال إذ لم يجدوا منها إلا واحدا بمعزل عن اجانة كبيرة من الحجر البركاني. وهذا الناووس هو من الكلس الخشن الصنع ذو شكل غير منتظم. طوله متر و٣٥ سنتيمترا وعرضه ٦١ سنتيمترا عند الرأس و٤١ سنتيمترا عند الرجلين منه شئ؟ فيه صقل (هيكل إنسان طاعن في السن مستلق على ظهره وركبتاه وعلى رأس الجثة أناء مشوه وفيه أيضاً حلقتان كبيرتان من النحاس وعرى من معدن.

٢ - طريقة الجرار المدفنية

البائن أن استخدامها كان مقصورا على دفن الصبيان ولم يظفروا إلا باثنتين منها الأولى على علو ٧ أمتار من الهضبة وكان فيها صقل (هيكل) ولد ساعده الأيمن مطوق بحلة من نحاس. والثانية يظهر أنها من العهد البابلي الحديث

<<  <  ج: ص:  >  >>