للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

و (بستانه) ليس إلا نسخة جامعة بين هذين المعجمين لا غير - بل زاد على ذلك ضغثا على ابالة، فجاءنا بأغلاط لم تخطر على بال بشر. ولم تجل في خاطر عربي ألبته.

وذكر هذه الأغلاط أمر صعب إذ يحتاج الكاتب إلى وضع تصنيف بكبر تصنيفه ليعدد تلك الأوهام ويثبتها بشواهد وليظهر فسادها أو ليزيفها. على أن ما لا يدرك كله لا يترك جله،

ونريد بهذا الجل إشارات إلى أنواع ما هناك من المغامز الخاصة بهذا المعجم الغريب.

ولكن لا يتهمنا أديب بالمغالاة أو بالتحزب على شيخنا الوقور، نأخذ صفحة من صفحات كتابه ونعرضها على القراء.

١ - قال حضرته في ص ١٠٨٧ من كتابه: (السرق: مصدر و - شقق من الحرير الأبيض معرب سره بالفارسية أي جيد. الواحدة سرقة.)

قلنا: هذه العبارة محيط المحيط للبستاني وعبارة جميع اللغويين الأقدمين لكن اللغوي الناقد إذا وقف على هذه العبارة ومثلها يعدها خرافة إذ كيف يكون معنى بالفارسية جيدا. ويكون في العربية شققا من الحرير الأبيض؟ - هذا أمر لا يقبله العقل. أن السرق أعجمية بمعنى الحرير، لكنها ليست فارسية بل لاتينية أي

٢ - وقال: (السرق كصرد: ضرب من النبات.)

وقد بحثنا عن هذا الحرف في ما لدينا من الكتب النباتية واللغوية من مطبوعة ومخطوطة. فلم نجد ذكرا لهذا النبت عند السلف، إنما وجدنا الكلمة في محيط المحيط وهذا نقلها عن فريتغ ولم يعزها. وفريتغ نقلها عن فورسكال في كتابه ازاهير مصر وجزيرة العرب. فاتضح أن الكلمة عامية. وهذا ما يجب أن يشار إليه كما فعل الأقدمون وكان يجب أيضاً أن يذكر نوع هذا النبات حتى لا يكثر في دواويننا مثل هذا القول الذي أعيا الكبار والصغار: ضرب من النبات من غير أن يحلوه. وهو أمر كان في العصور الأولى، أما الآن فلا يكفينا.

<<  <  ج: ص:  >  >>