وفي بعض المناجاة: (وتنصب مثل البقر الوحشي قرني)! - ص ٥٤٢ - ٥٤٤.
وكثير من الأمثال العامية لا تؤدي كل مزاياها اللغة الفصحى وكذلك بعض أمثال أهل بلدة
إذا نقلت إلى أختها في القومية: لذلك نجد الأمثال تنقل على علاتها فالمثل المشهور في العراق ينقله السوريون على علاته وهكذا العكس.
ألا ترى أن المثل الذي ضربه (نابغة الكرخ) في بعض قصائده العامية، وهو:
(والحان هذي يا عضيدي مثل ذيح ... في الحقيقة خوش مركه وخوش ديح
وقول العرب في أثناء الثورة العراقية:
(سل (دكسن) عنا اش سوينا ... وهنا علكنا الكناره)
والمثل المشهور: (ما زال كهوة وتتن كل الأمور تهون).
لو ترجمت إلى اللغة الفصحى، أو اللهجة السورية أو الموصلية لكان مسخا ممجوجا.
والأنشودة التركية وهي:
آرى كزر. حيحك امر. قوشلر اوجر. بريم ارار
لو ترجمت إلى العربية هكذا:
النحلة تدور. تمتص الزهور. تطير الطيور. لالتماس الحب
لتجلت فيها التفاهة. اللهم إلا أن يقال أن هذه المعاني قدت على قدر الصغار، لأنه وضعت أناشيد لهم، غير أنى مع هذا الاعتذار لا أزال مصرا على رأيي.
لكن لو ترجمنا القطعة المتداولة بين الصغار أيضاً وهي قطعة تتضمن تحاورا بين الزنبار والنحلة إذ يقول الزنبار:
أيها النحلة ماذا يشغل الناس بحبك، إنني في حسن شكلي، لست محبوبا كحبك إلى آخر المحاورة. . . لما شعرنا بتلك التفاهة. فلا بد أن يكون في القضية سر وهذا السر قد يكون في ضيق صدر اللغة عن أداء المعنى أو ترفعها عنه.
واللغة الفارسية فيما أظن تعجز عن إعداد قالب مكين للمعنى الذي تضمنه بيت الحماسة وهو: