للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عقيدتي هذه ليست بنت اليوم.

س - هل لك أن تفيدني إذن متى بدأت تنظم الشعر؟ وكيف تدرجت في نظمه؟

ج - كل ذلك منذ ٢٤ عاما وأنا في طفولتي تقريبا وكنت شغفا بقريبة لي نشأت معها فأنطقني حبها لأول مرة أبياتا أولها:

نشأت وقلبي يصبو لك ... وإني ريعت على حبك!

وهذه الأبيات منشورة على ما أظن في كتاب حداثتي الأدبية، منذ عشرين عاما تقريبا. وقد أخذ شعري يستوي منذ سنة ١٩١٠ وزاده نضجا ما انتابني من محن نفسية رغم صغري. ولما رحلت عن مصر في إبريل سنة ١٩١٢م. قاصدا إنكلترا لإتمام دراستي وهربا من البيئة الجانية على صباي نظمت قصيدة عواطف ووطنية أودع بها مصر، نشر (المؤيد) معظمها وقلت في مستهلها:

آن الرحيل فلا جواب لداع ... حتى أتم لها مقال وداعي

وأسطر العهد الذي إن فاتني ... يوما رعايته قصفت يراعي

في العيش أم في الموت ما بين المنى ... واليأس أذكرها بقلب واع

ستعيش أوطان يحقق عيشها ... وتموت أوطان بسعي الناعي

يا من يخاف علي أن تؤدي النوى ... بعظيم تحناني لها ودفاعي

أنا لست من ينسى الوفاء وإن تكن ... عقباه أوجاعا على أوجاعي

أنا من طهارة ذمتي وسريرتي ... كالحق معتصم وراء قلاع

وقد كانت لحياتي في أوربة واطلاعي على الأدب الغربي فضلا عن معيشتي زمنا في ريف إنكلترا وحبي للجمال الطبيعي ما استمر على تكييف أدبي عامة وشعري خاصة والسير به نحو الأصلح. ولكني ما زلت غير راض عن جهدي، وما أظن أني سأرضى عنه تمام الرضاء في يوم ما.

س - ما هي أحب الموضوعات إليك لتنظم فيها؟

ج - من الشاق علي أن أجيب على هذا السؤال، ولكني أصدقك القول إذا جاهرتك بأني لا أنظم مطلقا في أي موضوع لا تندفع نحوه عواطفي، سواء

<<  <  ج: ص:  >  >>