للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لا أسم صاحبه، ومن مصلحتنا الأدبية تعميم هذا المبدأ.

وثانيا إيجاد روابط قومية وروابط عامة - عن طريق الأندية والمجلات الشعرية - بين شعراء العربية جملة، مما يعين على تبادل المعارف والمودة بينهم بدل ما هم عليه الآن من تنابذ وتحاسد ممقوت.

وثالثا: أن يتذرع المجددون من الشعراء بكل شجاعتهم الأدبية فيسيروا في طريق الإصلاح بغير توان من غير أن يلتفتوا إلى الأوهام النقدية التي يوسوس بها المحافظون الجامدون من كتاب وشعراء لا يرضيهم ظهور عناصر جديدة ناهضة بينما كل نقدهم دليل على بلادتهم الذهنية: فمن اعتراض على كلمة. إلى تهكم بمعنى شعري لا تفهمه أذهانكم الكليلة، إلى غير ذلك من العبث النقدي الذي لا جدوى منه، وإنما كل ما ينشدونه من ورائه تثبيط همم المصلحين الناهضين والنيل من سمعتهم حسدا وغيرة.

س - وهل تعبرون من التجديد استعمال اللغة العامية كما هو الشائع الآن في نظم الكثيرين من الشعراء وفي صحف ومجلات مصرية مشهورة؟

ج - كلا! وقد حكمت ضمنا بسؤالك هذا على من يلجئون إلى العامية في نظمهم بينما يدعون الغيرة على العربية فغيرتهم نظرية فقط بينما هم عمليا يحكمون على العربية بالعجز عن مجاراة الروح العصرية سواء في الشعر الغنائي أو في غيره وهكذا يجنون عليها شر جناية من حيث لا يشعرون. أما مذهبي فاستعمال السلس المصقول من الكلمات والتعابير المولدة الجميلة في شعري ونثري وبذلك أساعد على إنماء ثروة اللغة وأبطل حجة من يعتذرون بضرورة الالتجاء إلى العامية في النظم الغنائي والنظم القصصي على الأخص. أني لشديد الحرص على مراجعة المعجم عند الفراغ من النظم، فما تراه في نظمي من كلمات وأساليب عصرية مولدة مقصودة لذاتها للأسباب المتقدمة.

س - وهل ترون للأوبرات (أو العبرات كما يسميها العلامة الأب الكرملي) بما لكم من الأسبقية والخبرة في التأليف في مصر وغيرها من الديار العربية؟

ج - أني لا أستطيع الحكم على غير مصر من الممالك العربية، وإن كان المعقول أن تنتشر بينها في المستقبل تدريجيا عوامل الثقافة الحديثة المشتركة

<<  <  ج: ص:  >  >>