للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يوميا نحو ١٤ ساعة.

س - وكيف تجدون إذن الهمة والوقت لقرض الشعر؟

ج - للأسباب التي قدمتها لك وهي لا أنظر للنظم الشعري كعمل بل كرياضة نفسية، ولست أنا الذي أتصيد القوافي والبحور بل هي التي تتبعني وتفيض من وجداني فيضا لا قبل لي بدفعه وحبسه. واقرب الأمثلة لذلك نظمي معظم القصة الغنائية (أردشير) في قطار الليل بين القاهرة والإسكندرية بصحبة الأديب يوسف أفندي أحمد طيرة حيث لم انم قط وكنت في شدة التعب، ورغم ذلك فكان لي في النظم انس وغذاء لنفسي، وكان نظم (أردشير) من أحسن ما أخرجت للأدباء. ولو كنت من ينظر لنظم الشعر كعمل مجهد شاق لما تمكنت من أداء واجبي الأدبي فأعمالي العلمية كثيرة ومسؤولياتي جمة متنوعة.

س - وهل لي أن اسأل حضرتكم عمن تعدونه بين شعراء العربية أعلاهم كعبا في جملة مواهبه وآثاره؟

ج - أعتبر خليل بك مطران ذلك الشاعر.

س - وما رأيكم في شوقي بك؟

ج - شوقي بك شاعر عظيم بمجموع أثره. ولكن الجانب الخلقي منه أفسد شاعريته في الزمن الأخير فتأخر هو وتقدم سواه. وهو في نظري أعذب الشعراء لفظا وأجرئهم تعبيرا ووثبة متى أطلق لنفسه العنان، ولكنه للأسف يرسف في قيود الشهرة وحب التهليل من جانب المحافظين.

س - وما رأيكم في حافظ بك إبراهيم؟

ج - شاعر جليل أيضاً بمجموع أثره، وله أكبر فضل بين الشعراء على النهضة القومية المصرية. ومن وجهة مواهبه الشعرية فهي في نظري أقل من مواهب شوقي بك لأنه بسليقته أقرب إلى الناقد الاجتماعي منه إلى الشاعر. وهو بعبادته للألفاظ يسيء إلى أدبه كما لا يجاري النهضة التجديدية.

س - وما الذي تقترحونه من الوسائل لإقالة الشعر العربي من عثرته؟

ج - أقترح أولاً: أن تعنى الصحافة الأدبية المستقلة بتنشيط الشعراء المجتهدين بغض

النظر عن مبلغ شهرتهم، لأن الذي يهمني هو الأثر الأدبي وحده

<<  <  ج: ص:  >  >>