للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فضلا عن الثياب والطعام.

وكان ذلك الدرويش يقص علي أحاديث أسفاره وسياحاته وكان يحبب إليّ السفر ويحضني عليه ويرغبني في دخول سلك الدراويش حتى أقنعني. فاتفقنا على السفر على أن تكون وجهتنا مدينة الإمام المعصوم علي بن موسى الرضا أي خراسان.

ففاتحت ذات يوم والدي بالأمر وبينت له رغبتي في زيارة الإمام المذكور فأبى ورفض طلبي رفضا باتا؛ وكان يخشى علي من السفر ومن نوائب الدهر؛ فأشار علي الدرويش بأن أتظاهر بالمرض فلزمت فراشي بضعة أيام فتحير والدي في أمري وشاور صاحبي

الدرويش فأشار عليه أن يوافق علي سفري قائلا: أن ابنك على خطر.

اغا شيطون بود حرامزده بود - كان شيطانا وكان زنيما فرفض والدي طلبي وزجرني فدخلت ذات يوم غرفة أبي وسرقت منها مائة تومان فسافرت مع الدرويش تحت جنح الظلام ووصلنا خراسان ونزلنا في أحد الخانات. وكنت اصرف عليه من الدنانير التي كانت معي وكان يأخذني بعد زيارة الإمام كل يوم إلى محل يأوي إليه الدراويش فعرفني بهم ولاسيما (البير) فأخذوا دراهمي مني إذ قال لي (البير) إنه لا يجوز للدرويش أن يحتفظ بالدراهم. وجمع ذات يوم (البير) كل الدراويش وطبخ لهم (شاة قلندران) وبعد أن أكل الجميع امرني أن أتعرى فامتثلت الأمر وسكبوا على رأسي أربعة عشر طاسا من الماء البارد (آب قدرت) رمزا إلى الأربعة عشر معصوما. وقد زعم (البير) إنني تطهرت من الدنس والرجس الدنيوي ثم علمني (البير) تلاوة القصائد في مدح آل البيت بنغمة الدراويش وأعطاني قلنسوة (كلاها) وقدوما وكشكولا وبعد أن تمرنت وحفظت الأدعية وكيفية الاستجداء أخذني (البير) مرة إلى السوق ليمتحن صوتي وإلقائي وجرأتي فتجولت في أسواق خراسان وأزقتها منشدا شعرا في مدح الإمام علي بن موسى الرضا. فاجتمع علي الناس وملئوا كشكولي دراهم حتى أن أحد التجار نفحني تومانا واحدا لأن جودة صوتي

<<  <  ج: ص:  >  >>