للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عين في إصدار فتوى تقضي بالموت على من ألصقت به هذه التهمة لذلك تفشت الوشايات فأريقت الدماء وأزهقت الأرواح وكثرت الضحايا وأصبحت البلاد في هرج ومرج وقد بات الناس خائفين على حياتهم مرتاعين من فتاوى المجتهدين الذين كانت أقلامهم أمضى من السيف إذ ذاك.

قلت للدرويش (بي بروا) هل تعرف شيئا عن البابية؟ قال: لا غير أني كنت ذات يوم أتسمع وعظ أحد الواعظين في صحن الإمام علي بن موسى الرضا (ع)، وكان يقول للسامعين أن البابية فجرة كفرة طغام وانهم جاحدون مارقون عن الدين وانهم يعتقدون بمذهب الحلول إلى غير ذلك، قلت له: أتعرف مذهب الحلول؟ فأجابني بالسلب.

شعر (بي بروا) بالتعب وتصبب جبينه عرقا، فانقطع عن الكلام، وقال لي سأحدثك ليلة غد بالبقية أن شاء الله وتركته في تلك الغرفة، فنام فيها ليلته وقد استيقظت في الصباح فلم أجده. وقد أعلمتني الخادمة إنه خرج قبيل الفجر من غير أن يفطر.

٢٠ تشرين الثاني

جاءني بي بروا في الساعة الثانية ونصف عربية من الليل فتعشينا معا ثم أشعل سيكارة واتكأ على الوسادة ونظر إليّ ويسراه تعبث بلحيته الطويلة وقال: بقيت في بيت المجتهد مسجونا نحو شهر واحد ثم جاء نفر من جنود الدولة وساقوني أنا مع ثلاثة آخرين إلى الحاكم فبقينا في سجن الدولة مدة أسبوعين لم يسألونا شيئا ولم يطلبونا إلى الاستجواب والاستنطاق ثم نفيا مخفورين إلى مدينة (شروان).

درراه خيلي زحمت كشيديم مارا شلاق زدند.

لقد عانينا المشقات في الطريق فقد ضربونا بالسياط، جئنا إلى شروان وجلسنا فيها مدة ستة أشهر ثم نفينا إلى مدينة (رشت) وحبسنا فيها مدة تقارب السنتين. ثم أخذنا إلى طهران وبقينا في حبس الحكومة سنة واحدة وأطلق سراحي يوما على غفلة فتجولت في طهران وأنا لا املك قطميرا فراجعت (شواء) توسمت فيه الخير والصلاح وقصصت عليه حديثي من أوله إلى آخره فرق

<<  <  ج: ص:  >  >>