للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تظهر إلا زمن النشف (أي النشوفة) والعرب اليوم تسمي تلك الآثار جنبل بزيادة النون.

وقد أخرجت البطائح جماعات من رجالات الأدب والعلم حتى افرد لذلك تاريخ خاص فقد ذكر أن لأبي العباس أحمد بن بختيار الواسطي المتوفى سنة ٥٥٢هـ كتاب تاريخ البطائح، لم نعثر على أثره مع شدة الطلب له، وأخرجت البطائح رجالا كبارا لم يغفل التاريخ ذكرهم بل جعلهم في صف مشاهير الرجال فمنهم من تأمر، وهم كثير ومنهم من تقلد منصب الوزارة ومن هؤلاء أبو عبد الله المأمون ابن البطائحي وزر للأمر بالله العلوي صاحب مصر، وكان هذا الوزير كريما واسع الصدر شديد التحرز سفاكا كثير الإطلاع وقد كثر الغامزون فيه واخذ يتلاعب في أمر الخلافة وحاول قلبها عن مستقرها فاتصل أمره بالخليفة فصلبه واخوته سنة ٥١٩هـ.

وقد كانت البطائح من أعمال واسط مرة ومن أعمال الحويزة مرة أخرى ومن أعمال البصرة طورا: وربما جمعوا واسطا والبصرة وما بينهما من البطائح في عمل واحد وربما انفصلت البطائح مستقلة كما يظهر كل ذلك من أكثر كتب التاريخ وخطط البلدان ونحن لا نذكر زمن تابعيتها في الحكم إذ لا فائدة في ذلك ولكن إليك تاريخ الإمارات الضخمة التي تأسست فيها مثل إمارة آل شاهين وإمارة آل المظفر وإمارة آل الرابي الخير وإمارة الموالي وإمارة آل سعدون وتاريخ كل أسرة من هذه الإمارات مفصلا.

النجف: علي الشرقي

(لغة العرب) جاء ذكر البطائح في معلمة الإسلام والمقالة لصديقنا العلامة م. شتريك البفاري. وفي خاتمتها يقول: (وفي تلك الأرجاء مثل (أم الرق) (أي والدة الفسافس) في جنوبي كوت الإمارة على شط الحي مشهورة بكثرة هذه الهوام التي لا تطاق).

قلت: ليس هناك (أم الرق) بل (أم البق) ولا جرم أن الخطأ من الطبع لا من صاحب المقال بما إنه يؤولها (بوالدة الفسافس) والتأويل هنا خطأ. ومعنى (الأم) هنا (ذات) والبق هنا البعوض لا الفسافس.

<<  <  ج: ص:  >  >>