للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فمزقت أحشاءه كل تمزيق. وخر على الأرض صريعا. ولقد سمعت إنه استجوب عن قاتله فغلبته الشفقة الأخوية ولم يقر بأنه أخوه (ي. ن) ثم فارق الحياة بعد ساعات فما أعظم رأفته بأخيه فقد دعته إلى الإنكار:

أخوه قاتله عمدا ورأفته ... به دعته إلى الإنكار والصبر

وانه صار قربانا لرأفته ... أكرم به من أخ في اليسر والعسر

ثم هرب القاتل المجرم الأثيم كالكلب المكلوب ممثلا للناس عاقبة التربية الطالحة ونتيجة الجهل ومغبة إهمال التأديب وغاية التحريض والنميمة. أما المبتلى فهو المجتمع البائس

الذي لا يبل من مرضه إلا بإبلال أفراده.

سمعت الحكومة بالحادثة فطاردت مرتكب ذلك الجرم العظيم وأمسكته ودحمته إلى غيابة السجن لمدة اثنتي عشرة سنة ابتداؤها سنة (١٣١٦) مالية فقضى هذا الشرير قسما منها ثم نجا بالعفو العام. وهو الآن حي يرزق دميم الوجه (كالحريري) أعمش العينين أرمصهما خبيث النفس ولكن الدهر خفف من زعارته وشرته وقد قيل: (نعم المؤدب الدهر) وإن لهذا المجرم جرائم عدة وقد سئل مرة عما دفعه إلى اغتيال أخيه فأجاب:

لا تثيروا أشجاني ولا تنبشوا أحزاني إنه كان شفيقا رؤوفا بي مواسيا وحاميا لي فما أعظم إساءتي إليه ووا حر كبداه عليه. اهـ لقد حرضني عليه الظالمون النمامون من الغرباء وذوي القربى وسرت خباطا في ضلال مبين. (ذلك غدره وهذا عذره) أيد الله المصلحين المرشدين الذين سدكوا بتضميد جروح المجتمع وبث العرفان فيه وأغرموا بمداواة أمراضه ففي ذلك الأجر العظيم.

الكاظمية قرب بغداد: مصطفى جواد

الجزءان الحادي عشر والثاني عشر

يسألنا كثيرون من داخل العراق وخارجه عن صدور الجزأين المزدوجين الحادي عشر والثاني عشر فنقول لهم انهما لم يطبعا إلى الآن لموانع حالت دون أمنيتنا ولعلهما لا يطبعان إلا بعد أربعة أشهر أي إلى أن يتفق لجزء الشهر الواحد أن يصدر في أول يوم منه لأنه إلى الآن لم يستهل لنا ذلك. لكن على كل حال لابد من صدور الجزأين معا. وكل آت قريب.

<<  <  ج: ص:  >  >>