والسيئات، ففعلت وعسى أن لا يسوء الأستاذ نقدي هذا، ولي شفيع من قوله في صدر ديوانه:
فيه من الحكمة والغباء
فليلق بين القدح والثناء
ما شاءت الدنيا من الجزاء
ولما كان إظهار كل ما فيه من زيغ وشطط، يحتاج إلى زمان طويل اكتفيت بذكر ما هو بارز من الأغلاط أو سخيف من المعاني غير مغفل التنويه بما أجاد فيه فبرز على غيره ولله وحده العصمة.
قال ص ١٩ من قصيدة (فرضة البحر):
قطب السفين وقبلة الربان ... يا ليت نورك نافع وجداني
أن كان يريد فرضة خاصة فهذه ليست قطب جميع السفن، وقبلة كل ربان، كما يفهم من
الإطلاق، وإن أراد الفرضة عامة فما تعلقها بوجدانه ليكون نورها نافعا له أو غير نافع؟ والقصيدة برمتها في وصف الفرضة فما ادخل وجدانه في هذا الصدد؟
وقال:
يزجي منارك بالضياء كأنه ... أرق يقلب مقلتي ولهان
و (يزجي) يتعدى بنفسه لا بالباء.
وقال:
وعلى الخضم مطارح من ومضه ... تسري مدلهة بغير عنان
المطارح هي المواضع التي يطرح إليها الأشياء، وهي من البحر المواضع التي يصيبها ومض المنار؛ وهذه ثابتة لا تسري بل الذي يسري هو ومض المنار وهو غير المطارح.
وقال:
تخفى وتظهر وهي في ظلمائها ... باب النجاة وموئل الحيران
افهم أن تكون مطارح ومض المنار في ضيائها باب النجاة وموئل الحيران ولا افهم أن تكون كذلك في ظلمائها. ثم قال:
أمسيت إحداق السفائن شرع ... صور إليك من البحار رواني
ولو نصب (شرع) على الحالية لخلا البيت من تتابع الأخبار شرع، صور. رواني. وقال: