فكأن ضوء منارها نار القرى ... لو كان يبعث ميت النيران
ولا أدري لماذا جعل بعث ميت النيران ممتنعا، كما يدل عليه (لو)؟ ولماذا علق كون ضوئها مشبها نار القرى ببعث ميت النيران؟
وفي القصيدة أبيات رائعة كقوله:
بسطت ذراعيها تودع راحلا ... عنها وتحفل بالنزيل الداني
زمر توافت للفراق فقاصد ... وطنا ومغترب عن الأوطان
متجاوري الأجساد مفترقي الهوى ... متبايني اللهجات والألوان
وقال من قصيدة (عزاء):
يا شاكيا وصبا أحاط بنفسه ... أربع عليك لكل يوم كوكب
وقد شرحه بقوله: أن الأيام تختلف كواكبها فيوم للنحس، ويوم للسعد وأني استحلف القراء
هل يفهمون من قوله: (لكل يوم كوكب) هذا المعنى قبل مراجعة الشرح؟ وقال:
أنت النعيم لناظري وخاطري ... عجبا وحقك من نعيم ينحب
أهذه المغالطة من الشعور الذي يدعو الأستاذ الشعراء إليه؟ وهل يخرج من كان نعيما للأنظار بجماله عن كونه إنسانا يتألم؟ وقال:
يشكو من الدنيا الألى لولاهم ... ما كانت الدنيا تحب وترغب
و (رغب) فعل لازم لا يبنى منه المجهول إلا بحرف الجر و (رغب) لا يحذف منه حرف الجر لأنه يتعدى بحرفين مختلفين (فيه وعنه) ويختلف معناه بموجبهما فأي معنى يريده منهما؟ وإذا صحت قاعدته من أن الذين تحب الدنيا بهم يشكون من الدنيا فما باله قد تعجب في البيت قبله من نحيب حبيبه؟ وقال:
قد كنت تبلغ ما تروم وتشتهي ... لو أن للأيام عينا ترقب
ولكن الأيام ليس لها عين ترقب فأنت لا تبلغ ما تروم وتشتهي. هذا هو المعنى الذي أراده فهل يلائم قوله بعده:
لا يذهبن بك القنوط فربما ... عاد الصباح وأنت لاه تطرب
إذ كيف يؤمل له أن يلهو ويطرب بعدما أحال أن ينال ما يروم ويشتهي؟ وقال من قصيدة (فينوس) ص ٢١ وقد عربها من شكسبير: