للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يرفان في الحسن القشيب كأنما البسنه يبقى على الأعوام

والصواب (كأن ما) ليعود ضمير يبقى إلى (ما). وقال:

والنجم في غسق المساء كأنه ... شرر تطاير في خلايا أيام

والأيام بالتخفيف هو الدخان وهو من الكلم الميتة منذ الجاهلية. وقال:

بوركت فاغمر بالظلام ظلامي ... يا مغرق الأفراح والآلام

ولا أدري لماذا يكون الليل مغرق الأفراح والآلام وهما في الغالب يشتدان فيه. ولعله أراد بالإغراق إخفاءهما.

وقال من قصيدة (الشاعر الأعمى) ص ٢٩:

وتسلبني نورا أراك بوحيه ... فأظهر ما أخفى سواد الدياجر

وكان عليه أن يقول (كنت أراك بوحيه) لأنه في الحال لا يراه وقد أجاد في قوله:

وهل كنت أخشى الموت إلا لأنه ... يحجب عني حسن تلك المناظر

وقال من قصيدة العقاب الهرم ص ٣٠:

يهم ويعييه النهوض فيجثم ... ويعزم إلا ريشه ليس يعزم

وكان الصحيح أن يقول إلا ريشه فهو لا يعزم أو إلا أن ريشه ليس يعزم فإن (ريشه) مستثنى منصوب فلا يصح أن يخبر عنه بقوله: (ليس يعزم) وأحسن من (ريشه) (حوله)

بمعنى قوته فإن المانع عن طيرانه هو الخور فيه لا ريشه. وقال:

لقد رنق الصرصور وهو على الثرى ... مكب وقد صاح القطا وهو أبكم

و (رنق) بمعنى خفق بجناحيه ورفرف ولم يطر لا كما شرحه بقوله طار طيرانا خفيفا، ومن عرف حياة العقبان علم إنها وإن هرعت لا تقع مواقع الصرصور. وقال:

جناحين لو طارا لنصت فدومت ... شماريخ رضوى واستقل يلملم

رضوى ويلملم جبلان بالحجاز والبيت أقرب في أسلوبه إلى شعر الجاهلية. يريد لو طار ذانك الجناحان، لطار رضوى ويلملم أي أن طيرانهما محال كطيران

<<  <  ج: ص:  >  >>