للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(فلان مثل واوي الخضرة

ويراد بذلك المحتال الداهية.

وفي بغداد إذا قال أحدهم للآخر (واوي) والصعاليك يرفعون عليهم هراواتهم مهددين إياهم بالبطش والفتك.

الذئب

حيوان لا تشاءم منه. والنساء يعتقدن أن الذي يحمل عليه عينه المقلوعتين يصاب بأرق شديد فلا يستطيع أن ينام ومن يحمل قطعة من جلده أو نابا من أنيابه أو كعبا من كعاب عظامه تهزم منه الجان.

وإذا وقع الطفل، أو زلت قدمه صرخت النساء (الذئب، الذئب) مستنجدات به لطرد الجان لأن الذئب يأكل الجان بموجب اعتقادهن كما ذكرناه في بحثنا عن الخرز.

والذئب مشهور بالغدر عند العرب القدماء وأحسن من وصفه الشاعر المشهور الفرزدق حيث يقول من قصيدة له:

وأنت امرؤ يا ذئب والغدر كنتما ... أخيين كانا أرضعا بلبان

الخنزير

حيوان مشؤوم وقد حرم لحمه على المسلمين بنص القرآن وقد حرم الفقهاء أكله بجملته. إلا أن النساء يستعملن شحمه وجلده للسحر والعلاج. من ذلك إنهن يعتقدن أن شحمة أذنه تفرق بين المتحابين. وإن حمل أحد إحدى أنيابه أمن الشر. لذلك تراهن يعلقن سنه في عنق الطفل. ويستعمل الماء الذي يشرب منه لمعالجة (السعال) وداء آخر يسمى في عرف العوام (خنيزيرة) وهو الخنازير ولذلك يقتني بعضهم خنزيرا ليبيع من الماء الذي يشرب منه فيضعه في القناني لهذه الغاية وقد حدثني أحد يهود بغداد بأن القنينة الواحدة تباع بنصف ربية وقد حققت الأمر من يهود بغداد فتبين لي صحة هذا الزعم. ويعتقد الأعراب أن وجود الخنزير بين الخيل مدعاة إلى سمنها.

أحمد حامد الصراف

<<  <  ج: ص:  >  >>