في سنة ٦٤٣هـ (١٢٤٥م) أي في السنة الثالثة عشرة من فتح المدرسة. ولا يبعد أن يكون في (غيره) خبايا ولعلنا نجد لم شعث من ذلك المطلوب. في المخطوط الذي ذكره تاريخ المساجد (ص ٤٧ و٤٨) وقال عنه إنه مختصر ذيل تاريخ ابن النجار وانه من مخطوطات الخزانة النعمانية بجامع مرجان في بغداد ويا ليت الناشر عرفنا باسم الكتاب ومؤلفه أن أمكن ذلك ويا حبذا لو وصفه. ونظرا إلى ما جاء فقي هذا المختصر عن ذكر سنة وفاة العاقولي (كما ورد في كتاب المساجد ص ٤٧) وهو المتوفى في سنة ٧٢٨هـ (١٣٢٧م) فمؤلفه هو من رجال القرن الثامن للهجرة أو بعد ذلك فله متسع لإيراد تراجم كثيرين من مدرسي هذه المدرسة.
ولقلة ما كتب في هذه المادة عن لي أن اجمع شتات ما وقفت عليه من نتف أخبار هذه المدرسة وأخبار نفر من مدرسيها وما وقع فيها من الحوادث ضاربا صفحا عما جاء في تلك المقالات والكتب القريبة إلى الباحث المتتبع.
ولا شك أن ما أريد أن استنير به عن العصور التي مرت على هذه المدرسة سيكون ضئيلا وضئيلا جدا لكن ما أورده سيضيف صفحة جديدة إلى تاريخها وإن كانت صفحة صغيرة. وسيبين لنا إنها فتحت بعد حادثة بغداد لهولاكو بمدة وجيزة لا تتجاوز ثلاث سنوات لو طالت والذي يخبرنا بذلك ما جاء في الحوادث الجامعة في أنباء سنة ٦٥٩هـ (١٢٦٠م) وهو:
(وفيها رتب الشيخ عبد الجبار بن عكبر الواعظ مدرس طائفة الحنابلة بالمدرسة المستنصرية نقلا عن الإعادة بها. وحضر دروسه الصاحب علاء الدين (الجويني) والأكابر، والعلماء وخلع عليهم). أهـ.
مسجد الحظائر والمستنصرية
يرينا كتاب المساجد (ص ٣٦ و٨٥) أن جامع الأصفية هو من مرافق المستنصرية لكنه لم
يرو لنا المصدر وقال القنصل الفرنسي ريموند في بغداد عن طراز البناءين المذكورين انهما واحد وكان القنصل المذكور في بغداد في أوائل القرن التاسع عشر وحكى لنا عن جامع الأصفية - قبل أن يسمى بهذا الاسم - فقال (ص ١٥٦ و٢١٨ من كتابه)(المولا خانه) تكية للدراويش