الآن لم يجئ بغير اللام. وقال: (تفتحت عنه أكمام السماء رضى) وما ابغض كلمة (رضى) هنا.
وقال (والروض بالأثمار قينان) وقد شرح (قينان) بقوله (مثمر) (؟ كذا) والقينان في اللغة هو موضع القيد من ذوات الأربع. ولعل الصواب (فينان) وقينان خطأ مطبعي. ولكن فينان كذلك ليس بمعنى مثمر بل هو حسن الشعر الطويلة. وقال:
في كل روض ترى للزهر يعمرها ... يا حبذا هي أبيات وسكان
وكنت انتظر أن يطري الروض لكونه منابت للزهر لا لكونه قرى وسكانا وقال:
مستأنسات سرى ما بينها عبق ... كما تراسل بالأشواق حبان
و (حبان) جمع حب بمعنى المحبوب وهو عدا إنه من الكلمات المهجورة يلتبس بالمثنى فلا يحسن استعماله. وقال ص ٣٨:
والليل يحييه والأطيار هاجعة ... بلابل وشحارير وكروان
أن كانت البلابل والشحارير والكروان تحيي الليل فالأطيار غير هاجعة ومما يؤكد أن الأطيار غير هاجعة قوله بعده (مؤذن الطير يدعو فيه محتسب) زد على ذلك أن الشحارير والكروان لا تغني ليلا، حاشى البلابل إذا أريد بها العنادل، فإنها تغني ليلا، وقال:
والصبح في حلل الأنوار طرزه ... في الشرق والغرب أسحار واصلان
افهم أن السحر يطرز الصبح ولكني لا افهم كيف يطرزه الأصيل، وقال:
كأنما الأرض في الفردوس سابحة ... يحدو خطاها من الأملاك ربان
والسابح لا يمشي على قدميه لتكون له خطى. وقال:
نفاه عن عرس الدنيا شواغله ... أن الحداد من الأعراس شغلان
وقد راجعت المعجمات بأسرها فلم أعثر على (شغلان) مصدرا أو صفة مشبهة فهي من لغة عوام مصر لا غير وقال:
تنصاح طرته عن صبح غرته ... فيفضح الصبح وجه منه ضحيان
والضحيان المضيء وفي البيت مبالغة. وقال ص ٣٩.