وا ضيعة الحب أبديه وأكتمه ... ومن عنيت به عن ذاك غفلان
يلام من يعنى به الشاعر إذا غفل عن حبه الذي يبديه ولكنه يعذر إذا غفل عما يكتمه منه، وقال:
هبها جناية جان أنت آثمها ... ما كان يعصم لا أنس ولا جان
آثر الأستاذ الجناس بين جان وجان على الشعور فجاء بيته هذا غثا باردا وقال:
أن الجسوم مثناة جوارحها ... إلا القلوب فصيغت وهي احدان
والقلب وحده ليس بمنفرد في الجسم فاللسان والكبد والطحال والفم كل منها أيضاً منفرد. وقال ص ٤١ (من لي بمهدك ترعاني لواحظ) وكان عليه أن يقول: (من لي بعينك) فإن المهد ليس له لواحظ وقال:
أبيت أزجي إليه كل ضاحكة ... من الأماني يوحيهن فتان
والصواب يوحي بهن. وقال (في زبرج بالحياء الغض يزدان) والزبرج كما شرحه هو الزينة فكأنه يقول زينة تزدان. وقال:
وبات للقلب في جنح الظلام إلى ... دبيب أحلامه صغو وأرغان
الارغان هو الإنصات وهو كلمة مهجورة فما أشد وحشية الارغان وما ابرد البيت! وقال (وطرفه الأكحل الوسنان وسنان) وفسر الماء بعد الجهد بالماء. وقال:
أي الفريقين أحمى لهفة ووجى ... من ذاق أو لم يذق فالكل لهفان
والصواب أن يقول (أو من لم يذق) عطفا على (من) السابقة لكنه عطف (لم يذق) على (ذاق) فذكر أحد المفاضل بينهما وسكت عن الآخر وهذا قبيح. وقال:
يا ليلة حطمت أنوال حائكها ... فلا يحاك لها في الدهر ثنيان
والثنيان من هو دون السيد مرتبة وهو خاص بالإنسان وقد هجره الكتاب والشعراء منذ صدر الإسلام. وقال:
أصبحت والله لا أدري لبهجتها ... أليلة سلفت أم تلك أزمان
والمعروف - كما أثبته العلم - أن الإنسان يحس بأوقات السرور قصيرة أليس هو القائل في موضع آخر: