للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حسنات الزمان تمضي سراعا ... والرزايا ثلج في الإبطاء

وقال ص ٤٢ (وفيها عنه رجحان) والرجحان لا يتعدى بمن. وقال:

حتى تصوم جنح الليل وانبثقت ... من كل مطلع للصبح عمدان

ظن الأستاذ أن العمدان جمع عمود فأورده بمناسبة الصبح والعمود لا يجمع إلا على أعمدة وعمد (بفتحتين) وعمد (بضمتين وبضمة واحدة) أما العمدان فهو رسيل العسكر ولا يجوز أن يريد هذا المعنى فإنه مذكر وقد أنث الفعل (انبثقت). نعم أننا لا ننكر أن (العمدان) جمع عمود في لغة عوام مصر فقط لكن الأستاذ يترفع عن اتخاذ العامية مركبا لكلامه الفصيح. وقال:

أنفى لرين النهى من كل ما نقشت ... على الصحائف أعراب ويونان

أراد (عرب) فلم يساعده الوزن فقال (أعراب) والأعراب سكان البادية وهم ليسوا من ذوي

النقوش على الصحائف.

وقال:

تهتز بين طوايا النفس نبرتها ... كما يموج لضوء الشمس خيطان

الخيطان جمع خيط لجماعة النعام والجراد وإما الخيط بمعنى السالك - وهو مراده - فجمعه أخياط وخيوط وخيوكة. أما خيطان فهي من العامية المصرية فماذا ادخلها في اللغة الفصحى؟ وقال: (ذر الدساتين) وشرح الدساتين فقال جمع دستان بمعنى الوتر ولم اقف عليه في المعاجم. وقال:

ولا تعلم وزن القول شاعرهم ... إلا وكان له بالنبض ميزان

والواو في (وكان) زائدة تفسد المعنى. وقال ص ٤٣.

كأن من صور اسرافيل دعوته ... لو يسمع الصور يوم البعث صفوان

أراد إنه أقدر من صور اسرافيل على البعث ولكن اللفظ قصر عنه ثم تأتي أبيات ثلاثة هي أحسن ما في القصيدة:

والشعر السنة تفضي الحياة بها ... إلى الحياة بما يطويه كتمان

لولا القريض لكانت وهي فاتنة ... خرساء ليس لها بالقول تبيان

ما دام في الكون ركن للحياة يرى ... ففي صحائفه للشعر ديوان

وقال ص ٤٤:

كأنني تاجر في الشط مرتقب ... موج الخضم وفلكي فيه غرقان

<<  <  ج: ص:  >  >>