للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولكن هذه الأقواس ينام تحتها عابد المال أكثر من المملقين الذين لا يجدون للسكنى غير الأكواخ أو العراء ثم أن البيت فيه مبالغة ذميمة. وقال:

(أنت غلبتني على كل جبار) والمثرون هم الجبابرة اليوم فهل يريد غلبتني على كل غلاب؟ والحقيقة أن الله غلب المثري على الفقير لا على المثري الذي هو الجبار فإن هذا مثله غالب. وقال في ص ٤٧:

أنت أعشيت بالبريق ضميري ... فاستراحت من وخزة أعضائي

والظاهر أن الصواب (من وخزه) على أن يرجع الضمير إلى البريق. وليس العشو سببا

لاستراحة الأعضاء من الوخز، فقد لا يرى الإنسان الشيء وهو يخزه. وقال:

ولك الدهر كل صبح صلاتي ... وابتهالي إليك كل مساء

يغني أحد الظرفين - الدهر وكل صبح - عن الآخر ولو قال عوض الشطر الأول: (لك مني الصلاة في كل صبح) لأحسن. وقال من قصيدة (كولمب في الاوقيانوس).

ضاربا في حشا خضارة تعلو ... هـ سماه عميقة التدوير

و (خضارة)، كما شرحه، البحر وهي كلمة مهجورة ولم استحسن وصفه للسماء بعميقة التدوير.

وقال:

يعتل صهوة الخضم خضما ... لم يوطأ كلآبد المذعور

ولا يحسن جعل الحال من لفظ ذي الحال أو المضاف إليه. وقال:

بين سخطين من صحاب غضاب ... أين يمضي وعيلم تيهور

قوله (أين يمضي) حشو قبيح والتيهور هو الموج وكان الصواب أن يقول ذي تيهور. وقال ص ٤٨: (في سماء ما قط حوم فيها) وقط لا تتقدم الفعل فكان الفصيح أن يقول (ما حوم قط). وقال:

كل يوم يرى بساطا من المو ... ج شبيه المطوي بالمنشور

والمطوي من الأمواج لا يشبه المنشور منها. وقد أجاد في قوله:

ثم لاحت فظنها القوم راحا ... مدها الله من وراء البحور

وقصيدة (غير طفلة) جميلة كروح الطفلة. وقال من قصيدة (المجد والفاقة) ص ٤٩:

<<  <  ج: ص:  >  >>