للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تكن بلغان معه في عقد نكاح صحيح إنما كان مسافحا بها فأعقد أنت عليها فإنها تحل لك. ففعل ولولا ذلك لارتد عن الإسلام؛ واستحسن ذلك من الذي أفتاه به لهذا المصلحة.

وكان هولاكو ومن بعده يعدون أنفسهم نوابا لملك (السراي) فلما استقرت ضرب السكة بالقان وقطع ما كان يحمل الهم وافرد نفسه بالذكر والخطبة وضرب السكة باسمه وطرد نائبهم من بلاد الروم وقال: أنا أخذت البلاد بسيفي لا بغيري.

وكان غازان إذا غضب خرج إلى الفضاء وقال: الغضب إذا خزنته زاد فإن كل جائعا أكل أو بعيد العهد بالغشيان غشي. ويقول: آفة العقل الغضب ولا يصلح للملك أن يتعاطى ما

يضر عقله.

وأول ما وقع القتال مع موروز بن ارغون الذي كان حسن له الإسلام فإن نوروز خرج عليه فحاربه ثم لجأ نوروز إلى قلعة خراسان فأخذ منها وقتل ثم عاد غازان إلى الأكراد الذين أعانوا نوروز فأوقع بهم فقتل في المعركة خمسون نفس وبيعت البقرة السمينة في هذه الواقعة بخمسة دراهم والرأس من الغنم بدرهم والصبي الحسن الصورة المراهق والبالغ باثني عشر درهما.

ثم طرق البلاد الشامية في سنة ٦٩٩ (١٢٩٩م) فكانت الوقعة العظيمة بوادي الخزندار والظفر لغازان ودخل دمشق وخطب له على المنبر واستمرت (الخطبة) من ربيع الأول إلى رجب وحصل في تلك الوقعة لأهل الشام من العذاب والجوع. ثم رجع وعاد مرة أخرى سنة سبعمائة فأوقع ببلاد حلب أشهرا ثم جهز قطلوشاه بالعساكر ليعزيهم (كذا لعلها ليغير بهم) على حلب وأمره أن لا يجاوز حمص: فلما حضر وجد العساكر (يعني عساكر المصريين)

<<  <  ج: ص:  >  >>