الشمالي ووقف مماليكه وأصحابه في ربعي المالكية والحنفية ووقف عند كل طائفة حاجب وحضر قراء الديوان وقرأت الختمات وانشد جماعة من الفقهاء قصائد ثم قدم الشروب وبعده أنواع الأطعمة فتناول ناصر الدين من ذلك بعد أن قبل الأرض مرارا. فلما فرغ من ذلك انصرف إلى داره.
وفيها وصل الفقيه عبد الله بن عبد الرحمن بن عمر المغربي الأصل الشرمساحي المولد الاسكندراني المنشأ والدار إلى بغداد ومعه أهله وولده وجماعة من الفقهاء المالكية فلقي بالقبول من الديوان ثم احضر دار الوزرة واحضر جميع الدرسين فذكر مسألة تفرع منها عدة مسائل على المذاهب أمام مالك بن أنس وبحثت الجماعة معه وأستجادوا كلامه فخلع عليه وأعطى بلغة بعده كاملة أسوة بالمدرسة المستنصرية. وولي التدريس بسائر المدارس والفقهاء فحضروا فخطب بليغة وذكر اثني عشر درسا وختما بدرس من الوعظ وأعربت دروسه عن فضل ظاهر. وجعل له في كل رجب مائة دينار وخلع على أخيه وجعل معيدا لدرسه ثم خلع على الفقهاء الذين وصلوا صحبته واثبتوا.
وفيها تكامل بناء الإيوان الذي أنشئ مقابل المدرسة المستنصرية (نقل ذلك المشرق وراجع اليقين والزهراء وكتاب المساجد).
سنة ٦٣٤ (١٢٣٦) وفيها حضر عبد الله الشرمساحي مدرس المالكية بالمدرسة المستنصرية بالبدرية عند شرف الدين إقبال الشرابي وانعم عليه بلباس الفتوة نيابة ووكالة عن الخليفة.
سنة ٦٣٥ (١٢٣٧) وفيها ولي أقضي القضاة عبد الرحمن بن اللمغاني تدريس الطائفة الحنفية بالمدرسة المستنصرية عوضا عن ابن الأنصاري الحلبي فانه سأل الأذن له في العود إلى بلده بأهله وأولاده فأذن له. وكانت مدة تدريسه بالمدرسة المذكور أحداً وعشرين شهرا