وفيها في تشرين الأول جاء رعد هائل وبرق عظيم ووقعت صواعق كثيرة منها صاعقة أصابت إنسانا ظاهر سوق السلطان قريبا من سوق الخيل. . . ووقعت صاعقة أخرى في دار يهودي بخربة ابن جردة. . . ووقعت صاعقة أخرى في شباط على الرواق بالمدرسة المستنصرية فشعثت منه موضعا.
سنة ٦٤٠ (١٢٤٢) ذكر ركوب الخليفة. في يوم الخميس خامس عشر شهر رجب ركب المستعصم بالله في شبارة ومعه شرف الدين إقبال الشرابي وعز الدين مرشد الهندي المستعصمي واصعد في دجلة إلى مشرعة الكرخ وعاد منحدرا إلى باب الازج ثم عاد إلى داره.
ثم ركب يوم السبت سابع عشر الشهر على الخيل وتقدم إلى جميع من كان يركب مع والده بالركوب معه وقصد دار الحريم ودخل الرباط ثم تكرار ركوبه فلم يدع صالحا ولا وليا إلا زاره وقصد مشهده ولا رباطا منسوبا إليهم ولا مدرسة إلا تردد إليه وشاهده. وقصد المدرسة المستنصرية يوم الجمعة سابع شعبان ومعه الشيخ شمس الدين علي بن النيار. وأعتبر خزانة الكتب التي بها وأنكر عدم ترتيبها ووكل بالنواب يومين ثم افرج عنهم. . .
سنة ٦٤٢ (١٢٤٤) وفيها توفي المحبب (المحب) أبو عبد الله محمد بن محمود ابن النجار الحافظ المتقن المحتوي على فنون العلوم. حفظ أولا القرآن المجيد وقرأ علم النحو مع الحديث وبرع في كتبه التاريخ وقرأ علم الأدب وسافر إلى الحجاز وجاور مدة سفرته وتطوفه هذه البلاد ثمنية (ثمانية) وعشرين سنة قرأ فيها على العلماء والمشايخ واشتمل معجمه على ثلاثة الفئات (آلاف) شيخ وأربع