للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غازان المستنصرية احتفل الناس له واجتمع له بالمدرسة أعيان بغداد وأكابرها من القضاة والعلماء والعظماء وفيهم الشيخ زين الدين الامدي لتلقي السلطان. فأمر غازان أكابر أمرائه أن يدخلوا المدرسة قبله واحدا بعد واحد ويسلم كل منه على الشيخ زين الدين ويوهمه معه أنه هو السلطان امتحانا له. فجعل الناس - كلما قدم أمير - يزهزهون له ويعظمونه ويأتون به إلى الشيخ زين الدين ليسلم عليه الشيخ يرد على من أتى به إليه من غير تحرك له ولا احتفال به حتى جاء السلطان غازان في دون من تقدمه من الأمراء في الحفل وسلم على الشيخ وصافحه. فحين وضع يده في يده نهض له قائما وقبل يده وأعظم ملتقاه والاحتفال به وأعظم الدعاء باللسان المغلي ثم بالتركي ثم بالفارسي ثم بالرومي ثم بالعربي ورفع به صوته إعلاما للناس (وكان زين المذكور يعرف بالسن عدة) فعجب السلطان غازان من فطنته وذكائه وحده ذهنه (ومعرفته) مع ضرره. ثم أن السلطان خلع عليه في الحال ووهبه مالا ورسم له بمرتب (يجري عليه) في كل شهر ثلاثمائة درهم. وحضي عنده وعند أمرائه ووزارته وخواتينه (كثيرا) أهـ. وذكر الكتاب تصافيه وغير ذلك حتى قال أنه توفي بعد سنة اثني عشرة وسبعمائة (بقليل والله سبحانه وتعالى اعلم).

وفي مرآة الجنان (٢٤٢: ٤) قوله: (أي في سنة ٧٠٦ (١٣٠٦) مات ببغداد الإمام العلامة المتفنن نصير الدين بن عبد الله بن عمر الفاروقي الشيرازي الشافعي مدرس المستنصرية قدم دمشق وظهرت فضائله.

وفيه (٢٤٣: ٤) في ترجم سنة ٧٠٧ (١٣٠٧) أنه مات ببغداد مسندها الإمام رشيد الدين محمد أبي القاسم المقرئ شيخ (المستنصرية) روى عن جماعة وتفرد وشارك في الفضائل واشتهر.

وفيه أيضاً (٢٧٧: ٤) في تراجم سنة ٧٢٨ (١٣٢٧) أنه فيها توفي

<<  <  ج: ص:  >  >>