للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رعي الزروع ولا غير ذلك. وكانت الرعية تسير بينهم ومعهم الأشياء المجلوبة للبيع فلا يأخذ أحد منهم شيئا إلا ابتياعا باللطف واللين. ورأى الناس من العدل ما أوجب زيادة دعائهم لدوم دولته.

فلما دخل بغداد لم ينزل أحد في دار إلا بالأجرة وما أزعج أحد من منزله ثم أنه دخل (المدرسة المستنصرية) من الدار المجاورة لها وكان يسكن بها نظام الدين محمود شيخ المشايخ وكانوا (كذا) المدرسون والفقهاء قد جلسوا على عاداتهم والربعات الشريفة في أيديهم فلما عاينوه قاموا وخدموا فأمر رشيد الدين أن يقول لهم: انتم مشغولون بقراءة كتاب الله عز وجل كيف جاز لكم تركه والاشتغال بغيره؟ فقال أحد المدرسين: السلطان ظل الله في أرضه وطاعته وتعظيمه والانقياد له في الشرع. فدخل خزانة الكتب ولمحها ثم عاد إلى الدار المذكورة فبات بها فنزل من الغد في شبارة وقصد المحول وأقام بدار الخليفة أياما فتألم الناس من إلزامهم بالخراج ذهبا أحمر وكان جمال الدين الدستجرداني قد استوفاه في السنة الماضية كذلك وقال: قد كانوا في زمن الخلفاء يؤدونه ذهبا. فاضر ذلك بالناس فأمر السلطان بأجرائهم على عادتهم منذ فتحت بغداد فتوفر عليهم شئ كثير من التفاوت فزادت أدعيتهم ثم توجه إلى الحلة. . .

وفي نكت الهميان (ص ٢٠٦ - ٢٠٨ ترجمة علي بن أحمد بن يوسف بن الخضر الشيخ الإمام العلامة زين الدين إلى أبي الحسن الحلي الامدي العابر.

ومما رواه نكت الهميان عن المترجم أنه (لما دخل (السلطان) غازان. . . بغداد سنة

(خمس) وتسعين وستمائة اعلم بالشيخ زين الدين الامدي المذكور فقال: إذا جئت غدا المدرسة المستنصرية اجتمع به. فلما أتى السلطان

<<  <  ج: ص:  >  >>