الكرديتين. ففي تلك الديار كانت لغة الكرمانج هي السائدة وهي اللغة الوطنية أو المحلية وتدعى أيضاً (كردماك) وعندما تقلصت سيادة الحكومة التي تحكم هذه الأصقاع ولى هذا القوم المحارب وجهة شطر الشمال والغرب وهم لا يزالون حتى يومنا هذا يتوسعون في بلادهم حتى إلى ما وراء بايزيد. (وكانت بايزيد تحت حكم الأمراء الأكراد مئات من السنين) وارضروم وأذربيجان حتى جبال حلب.
هذا ما رواه المسيو أوجين ولهام في كتابه المار الذكر (لسان الكرد) وهو موافق لموقع بلادهم. وكلما سرنا نحو الشمال نجد الأكراد يغدون نوعا ما رحلا غير حضر مع ما فيهم من شديد الرغبة في التحضر في القرنين المنصرمين. وفي بداوتهم يكونون سبب (فزع ورعب) لمجاوريهم إذ يرون متأهبين للقتال فيخوضون معامعه لأول حركة فكأن الواحد منهم جندي لكنه غير نظامي.
ويقول نقول المستر صون في كتابه (اللغة الكردية وقواعدها) ما ملخصه:
وعندما نقول الحقيقة ونذكر أن هذه العشائر كلها تتكلم الكرمانجية وهي اللغة الكردية فيجب أن لا نغفل أن ذكر القبائل الأخرى التي تعيش بين تلك العشائر الكردية وأصبحت تدعى بالقبائل الكردية - غير الكرمانجية) - وأهم هذه القبائل قبيلة (الزازة) وهي قبيلة كبيرة
ذات فروع جمة في وسط كردستان وغربيه.
ويزعم النظريون أن الزازة قد تكون متشعبة من قبيلة زرادشت الفارسية وهنالك قبيلة أخرى تجدها في ايالة درسم التركية وتسكن بين القبائل الكردية الأخرى وبين قبيلة الزازة وهي قبيلة (بالكي) ولغتها تكاد تكون لغة خاصة بها وهي مزيج من الكردية والعربية والأرمنية. وربما كانت أيالة هكاري ومكري (وزان كردي) من الكرد الصميم والأولى حاملة لواء الأدب الكردي في الغابر فلقد أنجبت هذه الايالة أدباء لا تزال آثارهم محتفظة بقيمتها الأدبية وإن مرت عليها بضعة عصور تقادم عهدها. وإذا ما بحثنا عن أدباء الأكراد والأدب الكردي في العصور الوسطى نجد (علي الهكاري) في طليعتهم فلقد نشأ هذا في مقاطعة (شميدينان. من أيالة هكاري في القرن الحادي عشر